وبعدها لا ننسى أيضاً كيف أخرجَ الله شعبهُ من مصر أرض العبودية وقادهُ إلى طريق السير معه أي بدأ مسيرته الروحية مع الله لبلوغ أرض الميعاد .
ولم يكتفي هذا الشعب بالخروج فقط بل كان في كل خطوةٍ يخطوها يحتاج إلى مَنْ يرشدهُ وينير الطريق أمامهُ ولم يكن سوى الله ليفعل ذلك (بالغمام نهاراً ، وعمود النارِ ليلا ً) ومن خلال موسى نبيه وعبدهُ ، فكان كل ما يُبلغه إليهم من الله توراة ً لهم ، و(التوراة ) معناها السهم المنطلق نحو الهدف بدون خطأ .
وكان آي خروج ٍ عن التوراة يُعدُ خروجاً عن الطريق (طريق الله ) ، فكان على الشعب(الإنسان)
ولم يكن الإنسان عديم المعرفةِ بوجود الله وتدابيرهِ وطرقهِ ولكن كان غير قادر باتخاذ قرار السير في طريق الله ، كما فعل إبراهيم ، فسار وفقا ً لإيمانهِ وليس باعتماده على معرفتهِ أو خططهِ
ولهذا كان الرب في كل مرةٍ يرسلُ أحد أنبيائه ليرشدهم للطريق ويساعد شعبه (الإنسان ) لمعرفة طريق الرجوع من السبي . فجاء يوحنا يعلن عن الطريق الصحيح والرجوع من السبي ، أي زمن يسوع هو الرجوع عن الخطيئة . فكان عمل يوحنا يتمثل بإعلانه عن الطريق وهو المسيح وتوجيه أنظار الناس إلى هذا الطريق الحقيقي المؤدي إلى الله الأب والرجوع إليه ، لذا جاء الرب يسوع وقال أنا هو الطريق والحق والحياة .
دورٌ أيضاً ومسؤولية ً كبرى وهي أن يقرر هل يرغب السير في الطريق أم لا .
وربما نسأل الطريق إلى أين ؟ والى ماذا يؤدي ؟ فأجاب المسيح :
انه الطريق المؤدي إلى الله الأب " لا يجيء أحد إلى الأب ألا بي " يوحنا 14 : 6