لحظة من فضلك

هل قرأت اليوم في الكتاب المقدس ؟ او هل لديك قراءات منتظمة في ايامك ؟ ام انك لا تأبه لهذا الامر مطلقا ً ؟ لا تسمح ان يبتدأ يومك او ينتهي الا وانت قد جلست في محضر الله واخذت وقتا ً في الصلاة له واستمتعت في قراءة كتابك المقدس ، فلا تقل : انا على عجلة ٍ من امري وانت تعوقني ، او عندي اليوم مشاغل كثيرة ، سوف اقوم بهذا الشيء غدا ً .
لا بد وانك قد تناولت طعام افطارك هذا الصباح ، ولو كنت على عجلة من امرك وانت تشعر بالجوع ، فهل تهمل هذا الشيء وتخرج من غير ان تأكل شيئا ً او حتى ان تأخذ معك لتأكل او تبتاع بعض الطعام على الطريق ؟ فيمكن ان تجد امور كثيرة لتسد فيها جوعك لانك لا تقدر ان تستمر في مجهود اليوم والعمل المضني دون ان تأكل شيئا ً يساعدك ويعينك حتى تكمل يومك بنشاط ٍ وبهمة بدلا ً من ان تمضيه بكسل ٍ وتراخي . فإن كنت توفر هذا الامر لنفسك فلماذا لا تأبه لغذائك الروحي ؟ ولماذا لا تشعر بحاجة روحك للطعام وهي تصرخ اليك مستنجدة ً ، علّك تسمعها وتغذيها ؟ هل تدرك اهمية الشركة الحية والتواصل الدائم مع الله ؟ ام انك لا زلت تعبث في الوقت غير مهتم ٍ لما يحدث من حولك ؟
تحدث مرة ً الواعظ توماس وليم قائلا ً : إن شركة المؤمن الحية مع الله هي كالنهر المتصل مع البحر الذي إذا انقطعت عنه المياه جف وخرب ، لذا علينا ان ندرك اهمية الشركة معه تعالى ونواظب على قرائتنا في كتابنا المقدس وصلاتنا خلال اليوم .
في طرفة ٍ حدثت مع احد الخدام بينما كان خارجا ً من منزله ِ مستعجلا ً اوقفه احد الاحداث في كنيسته وسأله عن كيفية اخذ الخلوة الصباحية مع الله وقراءة الكتاب المقدس . ولشدة استعجال الخادم قال له : فقط اقرأ في كتابك ، وذهب الخادم معتذرا ً .
فلم يفهم الشاب الامر ولكنه بدأ يقرأ الكتاب المقدس وخلال اشهر ٍ تغيرت حياة ذلك الشاب تماما ً ، وشهد امام الجميع عن حكمة ذلك الخادم وقال : انها اكثر عبارة كانت مفيدة ً له . فضحك الخادم عندما سمع ولكنه علق على كلام ذلك الشاب قائلا ً : بالحقيقة يستخدم الله كلامنا حتى وان لم نكن نعنيه لكي يفهم هذا الشاب ويدرك اهمية كلمة الله .
وقال ايضا ً : اني اذكر في ذلك اليوم انني لم اجلس في محضر الله ، ولكن من اليوم فصاعدا ً لن اخرج من مخدعي الا وقد قرأت في كتابي وتواصلت مع الهي .