
15 - 11 - 2025, 10:56 AM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم
تُشيرُ عبارةُ "لَم يَطمَئِنَّ إِلَيهم" في الأصْلِ اليوناني:
οὐκ ἐπίστευεν αὐτοῖς، (مَعناها الحَرفي: "لَم يُؤمِنْ بِهِم" أو "لَم يَأتَمِنْهُم")
إِلى أنَّ الإِيمانَ الَّذي أَظهَرُوهُ كانَ سَطْحِيًّا وغَيْرَ راسِخٍ. فَهؤُلاءِ آمَنوا بِيَسوعَ بِسَبَبِ إِعْجابِهِم بِالآياتِ الَّتي صَنَعَها، لا بِسَبَبِ قَبولِهِم لِكَلِمَتِهِ وَالتِزامِهِم بِشَخصِهِ. ولِذلِكَ لَم يَأتَمِنْ يَسوعُ نَفْسَهُ لَهُم، لأَنَّ إِيمانَهُم لَم يَكُن إِيمانًا حَقِيقِيًّا يَنْبُعُ مِنَ التَّوبَةِ وَالاعْتِرافِ بِالابْنِ، بَلْ كانَ حَماسًا مُؤَقَّتًا تُجاهَ صانِعِ مُعْجِزاتٍ.
ويُضيف القدّيس كيرِلُّس الإسكندري مُبرِزًا الحكمة الإلهيّة: "لم يَأتَمِنْهُم الرَّبُّ لأَنَّ إِيمانَهُم لَم يَثبُتْ على الحَقِّ، فَالمَسيحُ يَطلُبُ قُلوبًا تُحبُّهُ، لا عُقولًا تُصفِّقُ لِعَجائِبِهِ".
فَالإِيمانُ المَبْنِيُّ على الِانْبِهارِ الخَارِجِيِّ لا يَصْمُدُ أَمامَ التَّجْرِبَةِ، ويُمْكِنُ أَنْ يَنْقَلِبَ بِسُهُولَةٍ إِلى رَفْضٍ وَعِداءٍ. وَهذا ما ظَهَرَ عِندَ الآلامِ، حينَ تَحَوَّلَ صِراخُ الجُموعِ مِنَ الهُتافِ لَهُ إِلى المُطالَبَةِ بِصَلْبِهِ: "اِصْلِبْهُ! اِصْلِبْهُ!" (يُوحَنّا 19: 6).
|