![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
يا لها من حكاية محزنة تفـضح أنانية الإنسان حين يعبث في الطبيعة دون وعي! في 2024 إحدى غابات مقاطعة فيرمليون بولاية إنديانا الأمريكية، ظهر مشهدٌ يقـطع القلب: غزالٌ بريٌّ جميل، كان يُفترض أن يركض حراً بين الأشجار، عالقٌ برأسه داخل وعاءٍ بلاستيكي، كأنه قناع الموت الذي صنعته أيدي البشر دون قصد. منذ العاشر من فبراير شوهد الغزال لأول مرة وهو يتجول في الغابة برأسٍ محاصر داخل ذلك الوعاء الشفاف، عاجزًا عن الأكل أو الشرب، يترنح بين الأشجار في محاولة يائسة للبقاء. حاول رجال الشرطة الإمساك به، لكن الغزال كان خائفًا ومذعو*رًا، يهر*ب كل مرة، لا يدري أن من يحاولون اللحاق به أرادوا إنقاذه لا أذيته. مرت الأيام ثقيلة... اثنا عشر يومًا كاملًا، والغزال المسكين يكافح من أجل الحياة، بينما البلاستيك يلتصق برقبته، يمنعه من التنفس بحرية، ويعيقه عن الطعام والماء. كان مشهدًا من المأساة الصامتة التي تصنعها القمامة البشرية في أحضان الطبيعة التي وهبها الله لنا أمانة. وأخيرًا، في صباح الثاني والعشرين من فبراير، لمح أحد الضباط الغزال مجددًا أثناء جولته. اقتربوا منه بحذر، وتعاون رجال الشرطة ليحاصروا المخلوق المرهق. وعندما أمسكوا به، اكتشفوا أنه قد حطـم قاع الوعاء بأسنانه وقرونه ليصنع لنفسه فتحة صغيرة يتنفس ويشرب منها... معجزة صغيرة من إرادة الحياة. ثم نجح الضباط في إزالة الوعاء من رأسه، ليخرج الغزال حراً من جديد، يركض نحو الغابة كمن نجا من الموت. لكن بقيت العبرة: كم من كائنٍ بريٍّ يعاني بصمت بسبب ما نتركه خلفنا من نفاياتٍ بلاستيكية وقـسوةٍ غير مقصودة؟ إنها صرخة في وجه العالم: ليس كل جريمة تُرتكب بالسلاح... فبعضها يُرتكب بكوبٍ بلاستيكي ألقي دون تفكير. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|