![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قانونية السفر قبلت الكنيسة الجامعة إنجيل يوحنا سفرًا قانونيًا منذ البداية ولم يلحق ذلك أدنى شك. فقد جاءت الشهادات الكنسية، حتى من الهراطقة والوثنيين تنسب السفر للقديس يوحنا الرسول، منذ بدء القرن الثاني، أي بعد كتابته بفترة وجيزة، ولم يشذ عن ذلك سوى جماعة الألوجين "Algi" كما أشار القديس أبيفانيوس(69)، الذين رفضوا السفر لتعارضه مع عقيدتهم في اللوغوس Logos. ولا يُعرف إن كان الألوجيون هؤلاء هم جماعة أم مجرد شخص، لكن على أيالأحوال لم يكن لهم صوت مسموع في العالم أو في الكنيسة. أولًا: شهادة الكنيسة الجامعة والهراطقة جاء إنجيل يوحنا ضمن المخطوطات اليونانية القديمة الخاصة بالعهد الجديد كالنسختين السينائية والفاتيكانية، المنسوختين عن أقدم منهما. كما جاءت المخطوطات الخاصة بالترجمة للعهد الجديد والتي ترجع أحيانًا للقرن الثاني أو الثالث مثل السريانية واللاتينية تضم هذا السفر. أما عن شهادة آباء الكنيسة الأولى، فلا نجد بينهم صوتًا يتشكك في قانونيته أو نسبته لغير القديس يوحنا، نذكر على سبيل المثال: * القديس إيرينيؤس أسقف ليون في القرن الثاني، بَنَى دفاعه ضد الغنوسيين على إنجيل يوحنا، وشهد أن الأناجيل القانونية أربعة، كما شهد أن القديس يوحنا قام بنشره في أفسس(70). * اقتطف بعض الآباء عبارات مباشرة من هذا السفر، أو استخدموها دون ذكر النص، كما جاء في رسالة برناباس، كتاب الراعي لهرماس، وفي بابياس، واكليمنضس الروماني ، والقديس يوستين الشهيد، وثاوفيلس الأنطاكي، والقديس أغناطيوس الأنطاكي، والقديس بوليكربس، والعلامة ترتليان، والعلامة أوريجينوس، والقديس إكليمنضس الإسكندري * جاءت شهادة وثيقة موراتورى Muratorian Canon في القرن الثاني (حوالي 170-200 م.) عن كاتب السفر أنه القديس يوحنا، لها قوتها. * اقتبس تاتيان تلميذ القديس يوستين الكثير من هذا السفر، وبدأ عمله "الدياتسرون Diatessaron" بافتتاحية إنجيل يوحنا. * اقتبس منه الكثير من الهراطقة مثل هيراكليون ومعلمه فالنتينوس وباسيليدس (سنة 125 م.)، وأيضًا الكتابات الغنوسية مثل إنجيل الحق. ثانيًا: شهادة الوثنيين استمد الفيلسوف الوثني صلسس، عدو المسيحية، في كتابه ضدها حوالي سنة 178 م. المادة التي هاجم بها من الأناجيل الأربعة، ويذكر تفاصيل لم ترد إلا في إنجيل يوحنا. اعتراضات على نسبته للقديس يوحنا ناقش كثير من النقاد والدارسين موضوع نسبة هذا السفر للقديس يوحنا بن زبدي، وقدموا نظريات كثيرة ومعقدة، إذ حاول البعض نسبة هذا السفر للكنيسة الرسولية ككل وليس لشخصٍ معينٍ، وافترض البعض أن السفر بصورته هذه من وضع كاتب في القرن الثاني كما لاحظنا في تعليقنا على مدى ارتباط السفر بالغنوسية، وحاول البعض تأكيد أن الكاتب ليس يهوديًا. وقد قدم لنا E. Haenchen ملخصًا للمشاكل النقدية الخاصة بهذا الأمر منذ عام 1929 حتى الخمسينيات(71) فيما يلي موجز للرد على المعترضين على نسبة هذا السفر للقديس يوحنا:تلميحات في السفر عن شخصية كاتبه إن كان الإنجيلي لم يذكر اسمه في السفر، لكنه قدم تلميحات عن شخصيته منها يمكن التعرف عليه، ألا وهي: أ- أنه شاهد عيان في مقدمة السفر يقول الإنجيلي: "رأينا مجده" (14:1). حاول البعض تفسير صيغة الجمع "رأينا" بمعنى أنه يقصد المسيحيين جميعًا، وليس الكاتب، فتكون الرؤيا هنا بالمعنى الروحي لا المادي، بهذا يكون كاتب السفر هو "الكنيسة الرسولية" وليس شاهد عيان(72). هذا الفكر لم يقبله كثير من الدارسين، خاصة وأن الفعل اليوناني يعنيالرؤياالجسدية لا الروحية، حتى وإن فسرت بالرؤيا الروحية(73). في أكثر من موضع يؤكد أنه شاهد عيان يكتب ما هو حق: "الذي عاين شهد وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (يو 19: 35). "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا، ونعلم أن شهادته حق" (يو 21:24). واضح أن كاتب السفر "تلميذ"، "شاهد عيان"، هذا ينطبق على القديس يوحنا، الذي حمل ذات اللهجة في مقدمة رسالته الأولى: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية.." (1 يو 1). ب. التلميذ المحبوب من الشهادات الداخلية في السفر أن الكاتب هو القديس يوحنا تلقيب نفسه في تواضعٍ، بعدم ذكر اسمه: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" (يو 20:21؛ 26:19). حاول البعض النقاد المحدثين التشكيك في هذا الأمر، وقد اختلفوا في تحديد شخصية هذا التلميذ، إذ قيل: 1. الشاب الغنى، الذي قيل عنه إن يسوع نظر إليه وأحبه (مر 21:10). وإذ ليس لدينا أية أدلة إنجيلية أو تقليدية أنه عاد وآمن بعد تركه للسيد المسيح، يُحسب هذا الرأي بلا قيمة. 2. نثنائيل: يُرد على ذلك أننا لا نعرف عنه إلا القليل، هذا ومن جانب آخر حين تحدث عنه الإنجيلي ذكره بالاسم (يو 2:21) في نفس الأصحاح الذي قيل فيه: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" (يو 20:21). فما قيل أخيرًا قُصد به تمييزه عن نثنائيل. 3. لعازر(74)، إذ أرسلت أختاه إلى رب المجد تقولان: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض" (يو 3:11). يرد علىذلك بأن لعازر لم يكن مع السيد المسيح في العلية ليتكئ على صدره، إذ قيل: "ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو أيضًا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء" (يو 20:21). واضح من الأناجيل الثلاثة الأخرى أن السيد انفرد برسالة وقت العشاء. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الإنجيلي قد كرر اسمه في الأصحاحين 11، 12، فلماذا يعود ويخفي اسمه؟! 4. رأى البعض أن هذا اللقب لا يعني شخصًا معينًا بل يحمل رمزًا، وبهذا يكون الكاتب للسفر هو الكنيسة كجماعة وليس فردًا. هذا الفكر غير مُشبِع ويصعب قبوله، وإذ يجعل من هذا التلميذ ليس شخصية تاريخية شاهدة عيان، الأمر الذي يتنافى مع ما قدمه السفر عنه(75). هذا عن الاعتراضات أما الدلائل الإيجابية على أن التلميذ الذي كان يسوع يحبه هو القديس يوحنا فهي: 1. جاءت كتابات آباء الكنيسة منذ القرن الثاني تتحدث عن التلميذ الذي كان يسوع يحبه أنه يوحنا بن زبدي، كأمرٍ لا يحتاج إلى تساؤل، وأنه هو واضع السفر، وقد لاحظM.F. Wiles(76) أن العلامة أوريجينوس والقديس يوحنا الذهبي الفم وجدا في هذا الوصف: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" مفتاحًا للكشف عن غاية السفر. 2. أنه أحد تلاميذ السيد المسيح كما يشهد السفر نفسه ملقبًا إياه "التلميذ" (يو 20:21)، خاصة وأنه اتكأ على صدر السيد المسيح وقت العشاء (يو 20:21). 3. يرى بعض الدارسين أنه أحد ثلاثة من التلاميذ الذين كانوا من خاصة السيد، رافقوه دون البقية في مواقف كثيرة(77)، ولما كان يعقوب قد استشهد في سنه 44 م.، يبقى بطرس ويوحنا، وإذ قيل عنه أنه كان في رفقة بطرس (يو 2:20 إلخ.) إذن لن يكون إلا يوحنا. 4. ذُكر القديس يوحنا بالاسم في الأناجيل الأخرى: مرتين في متى، 9 في مرقس، 6 في لوقا، ولم يذكر بالاسم قط في هذا السفر. واضح إذن أنه شخص يوحنا، وقد امتنع عن ذكر اسمه من قبيل التواضع. 5. كان هذا التلميذ ملاصقًا للقديس بطرس كما جاء في(يو 7:21؛ 2:20). المرة الوحيدة التي ظهر فيها في هذا السفر دون بطرس الرسول هي عندما تسّلم من السيد المسيح المصلوب والدته أمًا له (يو 26:19)، فَمَنْ هو هذا التلميذ المرافق للقديس بطرس؟ بلا شك هو يوحنا بن زبدي، إذ وُجد معه ومع يعقوب دون سائر التلاميذ في مواضع كثيرة كما سبق فرأينا (راجع مر 37:5؛ 2:9؛ (33:14). اختارهما السيد المسيح ليعدا له الفصح (لو 8:22). وكانا ملازمين بعضهما البعض حتى بعد قيامة السيد المسيح (أع 1:3؛ 13:4). أُشير إليهما في أع 14:8 كمندوبين مُرسلين من أورشليم إلى السامرة. إذ أشار الرسول بولس إلى أعمدة الكنيسة ذكر يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنا (غلا 9:2). هذه دلائل على أن التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وكان مرافقًا للقديس بطرس هو القديس يوحنا. 6. لاحظ بعض الدارسين أن هذا السفر حين تحدث عن القديس يوحنا المعمدان، اكتفى بذكر اسمه "يوحنا" دون ذكر أي لقب آخر له، وهذا يسند بقوة الفكر الكنسي بأن الكاتب هو القديس يوحنا بن زبدي، الذي أصرّ ألا يذكر اسمه في السفر فلم يجد حاجة ليميز بين نفسه وبين يوحنا المعمدان بلقبٍ معين. ج- الخلفية الفلسطينية يتساءل البعض، إن كان الكاتب يوحنا بن زبدي، فهل يحمل السفر دلائل على أن الكاتب يهودي عاش في فلسطين، وكان شاهد عيان للسيد المسيح، أم أنه أحد رجال القرن الثاني من أنطاكية أو الإسكندرية؟ جاءت إجابة الدارسين أن السفر يحمل دلائل كثيرة وشهادات على أن كاتبه عاش في فلسطين في القرن الأول، وأنه يهودي، منها: 1. معرفته للعادات والتقاليد اليهودية كثيرًا ما يقدم لنا تفاصيل دقيقة عن الحياة اليهودية وتقاليدها في فترة ما قبل خراب أورشليم، مثل: طقوس التطهير [6:2]. طقوس عيد المظال [37:7؛ 12:8 (الإنارة)]. التطهير في عيد الفصح [28:18؛ 31:19-42]. تعاليم اليهود الخاصة بهم، كالشريعة الخاصة بالسبت [10:5؛ 21:7-23؛ 14:9؛ إلخ.] معرفته انتظار اليهود لنبي بروح إيليا (يو 19:1-28)، وإدراكهم أن المسيح يبقى إلى الأبد (يو 34:12). 2. معرفته للتاريخ اليهودي يعرف بوجه الدقة السنوات التي تم فيها بناء الهيكل (يو 20:2)، والعداوة التي كانت قائمة بين اليهود والسامريين (يو 9:4)، وأن رئيس الكهنة عن نفس السنة التي صُلب فيها السيد (يو 49:11؛ 13:18؛ إلخ.) هو قيافا وحماه هو حنَّان. 3. معرفته لجغرافية فلسطين للكاتب معرفة دقيقة بفلسطين، فيعرف الاسم العبراني لبركة بجوار باب الضأن، ويعرف أن لها خمسة أروقة. يعرف وجود قريتين باسم "بيت عنيا" (يو 12: 1؛ 1: 28)(*)، و"عين نون" بقرب ساليم (يو 23:3)، وأن بحر الجليل هو بحيرة طبرية (يو 4: 21)، ومدينة أفرايم بالقرب من البرية (يو 54:11). 4. حمل طابع اللغة العبرية وإن كان قد كتب إنجيله باليونانية لكنه حمل طابع اللغة العبرية. إذ لا يقدر الكاتب أن يتخلص من لغته الأصلية. يظهر ذلك في الألفاظ التي استخدمها والعبارات نفسها، واهتمامه بالأرقام. 5. ذكره تفاصيل لم تَرِد في الأناجيل الثلاثة الأخرى: لا يذكرها إلا من كان شاهد عيان وتعرّف على الأشخاص بأسمائهم، مثل: الحديث التفصيلي مع نيقوديموس (يو 3). الحديث مع مريم ومرثا (يو 11). حديثه عن ملخس (يو 10:18). الحديث مع حنَّان وقيافا (يو 19:18-32). الحديث مع النسوة عند القبر (يو 15:20-17). الحديث مع القديسة مريم عند تسليمها له عند الصليب (يو 26:19-27). الحديث مع بطرس ويوحنا نفسه بعد القيامة (يو 5:21-23). أيضًا سجل تفاصيل دقيقة للأحداث لا يكتبها إلا من كان شاهد عيان، كذكر عدد الأجران أنها ستة (يو 6:2)، وانطلاق التلاميذ بعيدًا عن البر نحو مائتي ذراع (يو 21: 8)، وكان عدد السمك مئة وثلاثًا وخمسين (يو 11:21). وأيضًا ذكره أن الخبز كان من الشعير (يو 9:6)، وأن الرائحة ملأت البيت (يو 3:12)، وتأثر الجند عند القبض على السيد (يو 6:18)، ووزن الحنوط التي استخدمت في التكفين (يو 39:19). وصفه بدقة انفعالات التلاميذ (يو 11:2 إلخ.؛ 27:4؛ 19:6؛ 16:12؛ 22:13؛ إلخ.) وتأثر السيد المسيح (يو 11:2؛ 6: 15، 24؛ 13: 1؛ 19: 26).. هذه وغيرها من تفاصيل كثيرة تؤكد أنه كان شاهد عيان لما كتبه في السفر. الإنجيل بحسب يوحنا وصياد السمك يعترض بعض الدارسين على نسبة هذا السفر للقديس يوحنا بالقول: هلمن المعقول أن يكتب صيّاد أمي مثل هذا الإنجيل، وهو من أرفع ما كتب الفلاسفة الصوفيون، بإعجاز من "السهل الممتنع" الذي لا مثيل له؟!(78) يُرد على ذلك: أولًا: إن كان الرسول أميًا، فإننا نؤمن بأن الكتاب المقدس كله مُوحى به من الروح القدس (2بط21:1)، الذي وإن كان لا يفقد العنصر الإنساني لكنه يقدسه ويرفعه ويهبه إمكانيات فائقة، ويحوط به كي لا يخطئ. ثانيًا:أن القديس يوحنا الرسول كان بالحق أهلًا لكتابة هذا "الإنجيل الروحي" الفائق، من جهة: 1-لم يكن أميًا كما ظن كثيرون، إذ لم يكن مجرد صيّاد سمك، لكنه كان تاجر سمكولدى والده أجراء يعملون لحسابه. كإنسان غني، في ذلك الحين، فالاحتمال الأكبر أنه كان محبًا للعلم والمعرفة، وكعادة اليهود يمارسون حرفة معينة كصيد السمك، إذ كان لكل يهودي حرفته، كما كان شاول الطرسوسي يمارس حرفة صنع الخيام (أع 3:18). 2-نحن نعلم أن كلمة الله مقدمة للبشرية كلها للمبتدئين كما للكاملين، كما يظهر من كلمات الرسول بولس: "نتكلم بحكمة بين الكاملين" (1كو6:2)، "وأما الطعام القوي فللبالغين" (عب5: 14). إن كان الإنجيليون الثلاثة القديسون متى ومرقس ولوقا قدّموا كلمة الله للبسطاء، يمكننا القول بأن الإنجيلي يوحنا أحد الثلاثة المقربين للسيد الذين اختارهم ليصحبوه في الأحداث الجسام التي تكشف عن سرّ شخصيته وسرّ رسالته، التلميذ الذي "كان يسوع يحبه"، الذي تمتع بالاتكاء على صدر الرب (يو 20:21) أن يختص بالكتابة للكاملين. كأن الأناجيل الثلاثة الأولى تمثل الدعوة الأولى لقبول الإيمان بالسيد المسيح بكونه المسيا المخلص، خادم البشرية، وصديقها الإلهي، أما هذا الإنجيل فيمثل التعليم التكميلي للبالغين في الإيمان. إنه "الإنجيل الروحي" مُقدم للمؤمنين الذين تأصلوا في المسيحية، يرتفع بهم لينعموا بالأسرار الإلهية الفائقة. ثالثًا:رأينا مدى ارتباط هذا السفر بالعهد القديم، فقد أبرزأنه حمل الله الحقيقي، لا الفصح الرمزي، فيه تحققت النبوات. كما أبرز حوار السيد المسيح مع اليهود ليعلن عن نفسه أنه أعظم من إبراهيم وموسى... هذا يناسب يوحنا كرجلٍ يهودي دخل إلى الأسرار الإلهية، مشتاقًا أن يتمتع كل يهودي كما كل أممي بمن هو "موضوع النبوات". رابعًا:رأينا أيضًا أن هذا السفر لا يحمل غنوسية هيلينية كما ادّعى كثير من الدارسين قبل اكتشاف المكتبة الغنوسية بنجع حمادي، إنما في أسلوبه يتشابه مع كتابات الجماعة الأسينية Essene أو رهبان أهل قمران اليهود كما كشفت ذلك مخطوطاتهم التي ظهرت إلى النور حوالي عام 1947 م. هذا يناسب شخصية القديس يوحنا الرسول الذي تتلمذ على يدي القديس يوحنا المعمدان ساكن البرية، وقد عرف الكثير عنهم بحكم الجوار. كان الأسينيون يتطلعون إلى الدين بنظرة روحية صوفية (باطنيّةmystical ) رمزية أكثر منها حسية، تدور حياتهم حول الصراع بين النور والظلمة، وبين الحق والباطل... وكأن القديس يوحنا جاء يعلن لهم أنه قد وجد من يحقق لهم شهوة قلوبهم، لا من يدخل بهم إلى معرفة النور والحق، وإنما يقدم نفسه لهم بكونه "النور الحقيقي"، و"الحق"، خلاله نستنير وننعم بالحق! |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|