![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إنجيل يوحنا والسيد المسيح للأسف انهمك كثير من النُقاد المحدثين في الكشف عن مدى ارتباط هذا السفر بالفكر الهيليني واللغة والثقافة الهيلينية، حتى ظن البعض أن الكاتب لا يمكن أن يكون يهوديًا. غير أن دراسة هذا السفر في علاقته بالسيد المسيح تكشف عن الإنجيلي وقد انشغل بالكشف عن شخص ربنا يسوع المسيح: أولًا: بكونه ملك اليهود، الملك الروحي، المسيَّا الذي ترقبه الأنبياء وانشغل به العهد القديم. "يا معلم أنت ابن اللَّه، أنت ملك إسرائيل" (يو 49:1)؛ "مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (يو 13:12)؛ "قال له: أنت ملك اليهود.. أفأنت ملك؟ فأجاب يسوع: أنت تقول إني ملك" (يو 33:18-37)؛ "كل من يجعل نفسه ملكًا يُقاوم قيصر" (يو 12:19)؛ "أأصلب ملككم؟!" (يو 15:19)؛ "كان مكتوبًا: يسوع الناصري ملك اليهود" (يو 19:19). ثانيًا: جاء السفر يؤكد أن يسوع هو المسيّا 21 مرة، بينما في إنجيل متى 19 مرة؛ فما نطق به السيد وما فعله إنما يحقق الرجاء المسياني لشعب اللَّه(62): * جاء يُطهّر هيكله بأورشليم (13:2-22)؛ * هو ذاك "الذي كتب عنه موسى والأنبياء" (يو 45:1؛ تث 18:18)؛ * الذي تحقق فيه قول إشعياء (إش 35: 5-6) حيث فتح أعين العميان (يو 6:9)، وجعل الصُم يسمعون والعرج يمشون إلخ. * واهب الحرية (يو 36:8؛ إش 1:61)؛ * النور الحقيقي الذي يُشرق على الجالسين في الظلمة (يو 5:1، 9؛ 12:8؛ 46:12؛ إش 1:9؛ 1:60)؛ * ينبوع الحياة الحيّة يُعطى لارتواء شعبه (يو 37:7 إلخ.؛ يو 4؛ خر 1:17-7؛ إش 1:55؛ 11:58). * الملك الراعي الذي يفتقد شعبه بنفسه (يو 10؛ حز 34)؛ * ديّان الأحياء والأموات،وهو لقب يهودي خاص باللَّه (يو 11)؛ * السِفر في مجمله يكاد يردد ما قالته المرأة السامرية:"أنا أعلم أن مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي... ألعل هذا هو المسيح؟!" (يو 25:4، 29). ثالثًا: اتسم هذا السِفر بدعوة السيد المسيح نفسه: "أنا هو"، أو تقديم ذاته للبشرية. فإن "أنا هو" في العهد القديم تُشير إلى اللَّه الواحد العامل المخلص (خر 14:3؛ 2:10؛ إش 8:42؛ 10:43-11؛ حز 7:6) لذا جاءت كلمات السيد المتكررة في هذا السفر "أنا هو" تُعلن شخصه الإلهي كمصدرالخلاص: "أنا هو خبز الحياة" (يو 35:6)؛ "أنا هو نور العالم" (12:8؛ (5:9)؛ "أنا هو الشاهد لنفسي" (يو 18:8)؛ "أنا باب الخراف" (يو 7:10)؛ "أنا هو الراعي الصالح" (يو 11:10، 14)؛ "أنا الكرمة الحقيقية" (يو 1:15، 5)؛ "إني ملك" (يو 37:18). رابعًا: الخط الواضح في هذا الإنجيل منذ بدايته حتى نهايته هو تقديم السيد المسيح بكونه الملكوت بعينه، فلم يأتِ بذكر الملكوت إلا مرتين (يو 3:3-5؛ 36:18) لكنه يُعلن عنه خلال تمتعنا بالمسيح نفسه ملكوتنا الأبدي. "كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية" (يو 40:6)؛ "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 6:14)؛ "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 9:14 إلخ.) هذا الخط الواضح في كل السفر قدمته الأناجيل الأخرى كنتيجة نهائية ظهرت في أواخر أيام السيد المسيح على الأرض. خامسًا: لم يُقدم السيد المسيح كمشرّع لوصايا أو طقوس قدر ما قدم شخصه كسرّ حياة. السيد المسيح هو "الحياة" (يو 6:14؛ 4:1)؛ يُعلن لقطيعه سرّ مجيئه: "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل" (يو 10:10)، "إني أنا حيّ، فأنتم ستحيون" (19:14). وقد أكّد لمرثا: "أنا هو القيامة والحياة" (يو 25:11)، جاء ليغرسنا فيه كأغصان في الكرمة، فنحمل حياته فينا (يو 1:15-8). يتحقق تمتعنا بالسيد المسيح "الحياة" خلال التغيير الكامل لطبيعتنا في سرّ المعمودية (يو 3:3-8)، واتحادنا معه وثبوتنا فيه في سرّ الافخارستيا (يو 52:6-58)، ونوالنا المغفرة المستمرة في سرّ التوبة (يو 23:20). هذه جميعها تحققت بقوة الصليب واستحقاقات الدم. سادسًا: مع كل أصحاح يقدم لنا القديس يوحنا شخص يسوع المسيح من زاوية معينة تمس خلاصنا وتشبع كل احتياجاتنا. * من إنجيل يوحنا نتفهم ربنا يسوع المسيح من جهة لاهوته خالق كل الخليقة؛ ومن جهة ناسوته لأجل إصلاح الخليقة الساقطة(63) القديس أغسطينوسمن هو يسوع؟ (يو 1): الكلمة الإلهي المتجسد، واهب سلطان البنوة لله. (يو2): ابن الإنسان صاحب السلطان الإلهي، مفرح النفوس ومجددها. (يو3): المعلم الإلهي القدير، واهب الميلاد الجديد. (يو4): رابح النفوس العجيب. (يو5): الطبيب العظيم. (يو6): خبز الحياة. (يو7): ماء الحياة. (يو8): نور العالم. (يو9): واهب الاستنارة. (يو10): الراعي الصالح. (يو11): واهب الحياة والقيامة. (يو12): ملك إسرائيل. (يو13): غاسل الأرجل. (يو14): المعزي السماوي. (يو15): الكرمة الحقيقية. (يو16): مُرسل الروح القدس. (يو17): رئيس الكهنة العظيم. (يو18): المسيا المتألم. (يو19): الملك المرفوض. (يو20): غالب الموت. (يو 21): مقيم النفوس الساقطة ورافعها إلى السماء. * لا تظن (في فهمك لأسرار الثالوث) أنك تفعل شيئًا فوق طاقة الإنسان. فإن الإنجيلي يوحنا نفسه فعل ذلك. لقد حلق فيما وراء الجسد، وراء الأرض التي وطأ عليها، وراء البحار التي تطلع إليها، وراء الهواء الذي تطير فيه الطيور، وراء الشمس والقمر والكواكب، وراء كل الأرواح غير المنظورة، وراء ذهنه، وذلك بذات نفسه العاقلة، بسموه فوق كل هذه سكب نفسه عاليًا أينما وجد(64). القديس أغسطينوس |
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|