![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "الأَعمى" فتُشيرُ إلى فاقِدِ البَصَرِ، وقد كانَتْ وَصْمَةَ عارٍ، فتمَّ استِبعادُهُم مِنَ الكهنوتِ (الأحبار 21: 18) وهو يُرمَزُ لهُ رُوحيًّا وأَخلاقيًّا بالأَعمى البَصيرةِ، أيْ لا يَمْلك بصيرةً رُوحيَّةٌ صالِحَةٌ. والبَصيرةُ هي ما في القَلبِ، والفِكرِ، والخاطِرِ مِنْ وعيٍ لِلأُمُورِ! وهذا واضِحٌ في أَشَعيا "لا يَعلَمونَ ولا يَفهَمون، لِأَنَّهُ قد غُشِّيَ على عُيونِهِم لِئَلّا يُبصِروا، وعلى قُلوبِهِم لِئَلّا يَفهَموا" (أشَعيا 44: 18). ويُوضِّحُ صاحِبُ المَزامِيرِ مَصيرَهُم "لا يَعلَمونَ ولا يَفهَمون، وفي الظُّلمَةِ يَسيرون" (مزمور 82: 5). فأعمى البَصيرةِ هُنا هو الذي يَعرِفُ عنِ اللهِ، ولَكِنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ، ويَستَغني عَنهُ، فهُوَ أَعمى عنِ اللهِ؛ لأنَّهُ ابتَعَدَ عنِ الحَقِّ، ويفتَقِرُ إلى أيِّ رؤيةٍ روحيَّةٍ أو بَصيرةٍ روحيَّةٍ، وفي هذا الصَّدَدِ يقولُ بولسُ الرَّسولُ عن العُميانِ رُوحيًّا "غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ أَعْمى بَصائِرَهُم إِلهُ هذِهِ الدُّنيا" (2 قورنتس 4: 4). فالأَشخاصُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ اللهَ عُمْيٌ عنِ الحَقِّ، وإنْ تَبِعتَهُم سَتَسقُطُ في الحُفرةِ. وفي هذا الصَّدَدِ يقولُ القِدِّيسُ أُوغُسطِينُوس في اعتِرافاتِهِ: "عَظيمٌ أَنتَ يا رَبِّي، قَوِيٌّ وقَديرٌ، خَلَقتَ فأَبدَعتَ. خَدَعَتْني نَفسي وقالَتْ أَنتَ غَنِيٌّ عن إِلهي بِكَ. وتَجاهَلْتُ أنِّي مِسكِينٌ، أَعمى". فلا يَكفي دِراسَةُ الدِّينِ والكِتابِ المُقَدَّسِ، بَل يَجِبُ أنْ يَتَجاوَبَ الإنسانُ مَعَ اللهِ نَفسِهِ. وفي هذا الصَّدَدِ جاءَ تَعليمُ بولسَ الرَّسولِ شَديدُ اللّهجةِ: "تُوقِنُ أَنَّكَ قائِدٌ لِلعُمْيانِ، ونُورٌ لِلَّذينَ في الظَّلام، ومُؤَدِّبٌ لِلجُهَّالِ، ومُعَلِّمٌ لِلْبُسَطاءِ، لأَنَّ لَكَ في الشَّريعةِ وَجهَ المَعرِفَةِ والحَقيقَةِ. أَفَتُعلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعلِّمُ نَفسَكَ؟ أَتَعِظُ بِالامتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟ أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟" (رومة 2: 19-22). يَحذِّرُنا يسوعُ عبرَ هذا المثلِ منِ اتِّباعِ قادةٍ عُميانٍ، فيجبُ علَينا أنْ نَفتحَ عُيونَنا قَبلَ فَواتِ الأوانِ. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|