ساعة الخطيه ساعة غياب الحبيب

[walaa farouk]

المسيح معنا في كل أمر…
في أفراحنا، في أتعابنا، في ضعفنا، في جهادنا، إلا في الخطية.
فالخطية هي اللحظة التي نحجب فيها وجوهنا عن وجهه،
فنشعر بالوحدة والغربة،
لا لأن المسيح غاب، بل لأن القلب أغلق نوافذه أمام النور.

هكذا كان بطرس في ليلة الإنكار.
ذلك التلميذ الذي تبع المسيح بكل الحماس
، وقف في تلك الساعة أمام النار، يتدفأ من البرد،
بينما كان قلبه يبرد هو الآخر.
غاب المسيح عن المشهد، فارتبك الإيمان،
وانكمش الحب، وخرجت الكلمة المرة: "لست أعرف الرجل."
وفي تلك اللحظة، لم يكن بطرس فقط قد أنكر سيده،
بل أنكر ذاته التي وجدت حياتها في المسيح.

لكن حين التفت الرب ونظر إليه، حدثت المعجزة:
لم تكن النظرة عتابًا، بل حياةً جديدة.
نظرة أعادت إلى بطرس الذاكرة، والدفء، والدموع.
في تلك النظرة أدرك بطرس أنه لأول مرة يقف وحيدًا،
خارج الحضور، فبكى بكاءً مرًّا — لا حزنًا على ذاته فقط،
بل شوقًا إلى ذاك الحضور الذي افتقده.

ساعة الخطية، ساعة غياب الحبيب
أما التوبة ليست فقط غفرانًا، بل عودة إلى الحضرة
، إلى تلك النظرة التي تحيي.