![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "لأن الرب يدين شعبه، وعلى عبيده يُشفق. حين يرى أن اليد قد مضت ولم يبقً محجوز ولا مطلق. يقول: أين آلهتهم الصخرة التي التجأوا إليها؟! التي كانت تأكل شحم ذبائحهم، وتشرب خمر سكائبهم. لتقم وتساعدكم وتكن عليكم حماية! انظروا الآن. أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأُحيي. سحقت وإني أشفي، وليس من يدي مخلص. إني أرفع إلى السماء يدي وأقول: حيّ أنا إلى الأبد. إذا سننت سيفي البارق وأمسكت القضاء يدي أرد نقمة على أضدادي وأجازي مبغضي. أسكر سهامي بدمٍ، ويأكل سيفي لحمًا. بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو. تهللوا أيها الأمم شعبه، لأنه ينتقم بدم عبيده، ويرد نقمة على أضداده، ويصفح عن أرضه عن شعبه" [36-43]. يؤكد الله حبه للإنسان وأنه إن قاوم إنما يُقاوم عدو الخير، فاضحًا الآلهة الوثنية التي تأكل شحم الذبائح وتشرب خمر السكائب، لكنها عاجزة تمامًا عن إنقاذ من يتعبد لها. يقول لهم: "امضوا واصرخوا إلى الآلهة التي اخترتموها لتخلصكم هي في زمان ضيقكم" (قض 10: 14). "أَيْنَ آلِهَتُكَ الَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلْيَقُومُوا إِنْ كَانُوا يُخَلِّصُونَكَ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِكَ" (إر 2: 28). الله يود أن ترجع عروسه إليه وتتحد معه ولا تبقى بعد في زناها. تقول "أذهب وأرجع إلى رجلي الأول لأنه حينئذ كان خير لي من الآن" (هو 2: 7). يعيِّر العدو شعب الله قائلًا: "لا يخدعك إلهك الذي أنت متوكل عليه" (إش 37: 10)، "من هو الإله الذي ينقذكم من يدي؟" (دا 3: 15). ويُعلن الله عن حضرته وسط شعبه كسرّ غلبته ونصرته، مؤكدًا: "أنا أنا هو وليس إله معي... حي أنا إلى الأبد". إنه الإله الوحيد صاحب السلطان المطلق، الذي لا ينافسه آخر، ولا يحتاج إلى آخر، من يقتنيه يقتني النصرة. إنه يميت لكن ليس إلى الأبد، بل يُحيي. يسحق ويشفي، وكما يقول إرميا النبي: "من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول... فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه" (مرا 3: 22-32). ويقول هوشع النبي: "هلم نرجع إلى الرب، لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا" (هو 6: 1). قارن البابا أثناسيوس في حواره مع الأريوسيين، بين الآية [39] وما ورد في (عب 13: 8) أن "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ"، مؤكدًا لاهوت السيد المسيح. يقسم الله بذاته، إذ يرفع يديه إلى السماء ويقول "حيّ أنا إلى الأبد" [40]، ليعلن أنه سيرد للمقاومين شرهم عليهم. يختم موسى النبي نشيده بالدعوة إلى الفرح والتهليل في الرب [43]، مقدمًا ثلاثة أسباب للفرح. دعوة الكنيسة القادمة من الأمم لتمارس فرحها في الرب، حيث تصير الأمم شعبه المتهلل به. يهب الله كنيسته غلبة ونصرة على العدو. يعلن الرب مراحمه، ربما يقصد عودة اليهود إلى الإيمان بقبولهم السيد المسيح، فيتهللوا مع كنيسة الأمم إذ يصير الكل كنيسة واحدة متهللة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|