«فإلى حماية رحمتكِ نلتجئ، يا أمّ الله القديسة. لا تردّي صلواتنا ونحن في قلب المحنة».
ثم أضاف البابا بإشارات أقوى وبصورة ملموسة أكثر، وكأنه يشرح رسالة فاطيما:
«أمامك يا أمّ المسيح أمام قلبك البريء من الدنس، نريد اليوم مع الكنيسة جمعاء أن نتَّحد بالتكريس الذي كرَّس به ابنُكِ نفسَهُ لأبيه، حُبّاً لنا: «أنا أقدّس ذاتي من أجلهم، ليكونوا هم أيضاً مقدّسين في الحقّ» (يو 17/19). نريد أن نتّحد بفادينا بواسطة هذا التكريس من أجل العالم والناس، الذي هو في قلب الله ذو سلطان أن يمنحنا الغفران ويمُدّنا بالتعويض.
إن قوّة هذا التكريس تدوم في كل الأزمان، وتضمّ كلّ الناس والشعوب والأمم، وتتخطّى كل سرّ يمكن لروح الظلمات أن يوقظه في قلب الإنسان وفي تاريخه، وقد أيقظه بالفعل في عصرنا.
فكم نشعر في العمق بحاجة إلى تكريس من أجل الإنسانية ومن أجل العالم، ومن أجل عالمنا المعاصر، بالاتحاد مع المسيح نفسه! ينبغي بالفعل أن يشترك العالم بواسطة الكنيسة في عمل الفادي. وهذا ما تظهره سنة الفداء هذه، يوبيل الكنيسة كلّها الغير عاديّ.
في هذه السنة المقدَّسة، كوني مباركة فوق كل خليقة، أنتِ يا خادمة الربّ، يا من أطعتِ بالنوع الأكمل لفدائه الإلهيّ!