![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إقامة عهد بين أبنير وداود: 12 فَأَرْسَلَ أَبْنَيْرُ مِنْ فَوْرِهِ رُسُلًا إِلَى دَاوُدَ قَائِلًا: «لِمَنْ هِيَ الأَرْضُ؟ يَقُولُونَ: اقْطَعْ عَهْدَكَ مَعِي، وَهُوَذَا يَدِي مَعَكَ لِرَدِّ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِلَيْكَ». 13 فَقَالَ: «حَسَنًا. أَنَا أَقْطَعُ مَعَكَ عَهْدًا، إِلاَّ إِنِّي أَطْلُبُ مِنْكَ أَمْرًا وَاحِدًا، وَهُوَ أَنْ لاَ تَرَى وَجْهِي مَا لَمْ تَأْتِ أَوَّلًا بِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ حِينَ تَأْتِي لِتَرَى وَجْهِي». 14 وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15 فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16 وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ. ارْجعْ». فَرَجَعَ. 17 وَكَانَ كَلاَمُ أَبْنَيْرَ إِلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «قَدْ كُنْتُمْ مُنْذُ أَمْسٍ وَمَا قَبْلَهُ تَطْلُبُونَ دَاوُدَ لِيَكُونَ مَلِكًا عَلَيْكُمْ. 18 فَالآنَ افْعَلُوا، لأَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ دَاوُدَ قَائِلًا: إِنِّي بِيَدِ دَاوُدَ عَبْدِي أُخَلِّصُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ». 19 وَتَكَلَّمَ أَبْنَيْرُ أَيْضًا فِي مَسَامِعِ بَنْيَامِينَ، وَذَهَبَ أَبْنَيْرُ لِيَتَكَلَّمَ فِي سَماعِ دَاوُدَ أَيْضًا فِي حَبْرُونَ، بِكُلِّ مَا حَسُنَ فِي أَعْيُنِ إِسْرَائِيلَ وَفِي أَعْيُنِ جَمِيعِ بَيْتِ بَنْيَامِينَ. 20 فَجَاءَ أَبْنَيْرُ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ وَمَعَهُ عِشْرُونَ رَجُلًا. فَصَنَعَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ وَلِلرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ وَلِيمَةً. 21 وَقَالَ أَبْنَيْرُ لِدَاوُدَ: «أَقُومُ وَأَذْهَبُ وَأَجْمَعُ إِلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَيَقْطَعُونَ مَعَكَ عَهْدًا، وَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ أَبْنَيْرَ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ. لقد صمت ايشبوشث أمام تهديدات أبنير ولم ينطق بكلمة لأنه نال المُلك من يده لا من يد الله، معتمدًا على ذراع بشر، أما أبنير فلم يكن محتاجًا إلى وقت للتفكير في الأمر، إذ يبدو أن فكرة التخلي عن ايشبوشث قد سيطرت عليه تمامًا. لهذا "أرسل أبنير من فوره رسلًا إلى داود قائلًا: لمن هي الأرض؟! يقولون اقطع عهدك معي وهوذا يدي معك لرد جميع إسرائيل إليك" [12]. هكذا يتعهد أبنير - خلال رسله - أن يرد جميع الأسباط إلى داود عن أن يقبله في خدمته ويعفو عن كل ما فعله من عصيان. قبل داود الملك هذا العرض مشترطًا لإقامة العهد أن تُرد إليه زوجته الأولى، ميكال ابنة شاول التي أعطاها والدها لفلطئيل بن لايش (1 صم 25: 44). لماذا وضع داود هذا الشرط؟ يرى البعض أن داود طلبها ليس حبًا فيها وإنما لأسباب سياسية، وهو إبراز أنه أولًا وقبل كل شيء نسيب شاول الملك فينال أمام الأسباط نوعًا من الشرعية في تولي المُلك. رأى آخرون في هذا التصرف ردَّا لكرامة داود الذي أُغتصبت زوجته وسُلِّمت لآخر. ربما كان هذان السببان في ذهن داود الملك لكنني أظن أنهما ليسا سببين رئيسيين، إذ وجدت أسباب أخرى جوهرية في ذهن هذا الطوباوي. لقد أراد أولًا أن يؤكد لا لأبنير ولا لايشبوشث بل لكل الأسباط أنه ليس متلهفًا على تولي العرش كتمتع بالسلطة والكرامة الزمنية. فإنه كان يستطيع أن يقبل العرض وبعد استلامه المُلك يطلب ميكال ولا يقف أحد أمامه، فيُحسب عنيفًا ومستغلًا لسلطته. إنما أراد داود أن يُبرز أنه أمين لزوجته ميكال التي أحبها، هذه الأمانة في نظره أولى من تسلمه المُلك. إن لم يكن أمينًا مع زوجته فكيف يرعى هذا الشعب كله. لقد أحبته ميكال وأنقذت حياته من يد أبيها (1 صم 19: 11 إلخ.)، وها هو يعلن حبه لها كزوجة ولو على حساب استلام المملكة. القائد الناجح هو ذاك الذي يهتم بحياته الداخلية وأعماقه المخفية كما ببيته وأسرته فيكون أمينًا في حبه لمن هم تحت قيادته أو رعايته. يقول القديس بولس الرسول: "إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله؟!" (1 تي 3: 5). من مارس الحب في بيته ومع خاصته وأصدقائه يعرف مفهوم الرعاية خلال خبرة الحب، فيقول مع القديس يوحنا الذهبي الفم: [إني أب مملوء حنوًا(19)]، [ليس شيء أحب إليّ أكثر منكم(20)]. هكذا نُحيي في داود النبي هذه الروح العميقة التي تكشف عن قدسية حياته الداخلية وتقديره لزوجته وعدم تلهفه على نوال كرامة زمنية. طلب أبنير من ايشبوشث أن يرد لداود ميكال زوجته بكونه الملك وأيضًا أخاها؛ ربما كان ذلك بعلم أبنير وتدبيره. لم يقدر ايشبوشث أن يقاوم بل أخذها من عند رجلها وأرسلها، وكان رجلها يسير معها ويبكي وراءها إلى بحوريم. "بحوريم" تعني "شباب"(21)، مكانها الحالي رأس التميم، شمال شرق جبل الزيتون(22)، على الطريق من أورشليم إلى الأردن (2 صم 16: 5)، عندها سبَّ شمعي داود أثناء هروبه من وجه أبشالوم، وفيها اختبأ يوناثان وأخيمعص (2 صم 17: 18). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكن لها نور لتنير البشر |
أبنير والتحول |
أبنير المحبوب |
أبنير |
يَعِسيئيل ابن أبنير |