المسيح هو قائدنا في مسيرة الصوم وهو محور عبادتنا وأيقونتها الفريدة، بحيث يتضاعف البعد الكتابي في الأيام الصيامية كأيقونة كلامية للمسيح والكنيسة... فنتلو النبوءات والقراءات المختارة في مطابقة لتدبير الله الخلاصي حسب الدورة الليتورچية وحبكة الطقس. ندخل إلى الحدث في توالي آحاد الصوم؛ حيث تجربة الرب كواقع تدبيري حدث من أجلنا؛ وكقوة في حياتنا نرفض بها الكذبة الكونية التي روّجها الشيطان؛ بأننا نحيا بالخبز وحده، لكننا بالصوم والعبادة نتحدى الكذاب وأبو الكذاب عمليًا؛ ونغلبه باعتماد المسيح لشركة ذبيحة صومنا... نغلبه بالسلاح والسيف الإلهي الذي هو البرهان الوجودي على أننا بنعمة العبادة نصير روحانيين لا جسدانيين فيما بعد، حياتنا في الله ومنه ولأجله... وحتى جوعنا هو جوع بالأكثر إلى البر... ولا صوم من غير تجارب، ولا نصرة من غير جهاد ومعونة... الله هو نصيبنا؛ نصيب الابن الضال والسامرية والمُخلع والمولود أعمى، وملكوته هو مطلبنا، وكنزنا عنده (أناجيل آحاد الصوم). لذلك نسأله أن يقبل صومنا وأن يذكرنا برحمته؛ لأن آثامنا علت على رؤوسنا وثقُلت علينا؛ فليسمع تنهدنا ويطرحها عنا.