كيف يمكن للآباء المتدينين تجاوز التأثيرات الدنيوية وحماية إيمان أبنائهم

[Mary Naeem]

كيف يمكن للآباء المتدينين تجاوز التأثيرات الدنيوية وحماية إيمان أبنائهم

بصفتكم آباءً يسعون جاهدين لتربية أبنائهم الأتقياء في عالمنا اليوم، تواجهون تحديات عديدة ناجمة عن التأثيرات الدنيوية التي يبدو أنها تُبعد صغارنا عن الإيمان. ومع ذلك، يجب ألا نفقد الأمل، لأن ربنا يسوع المسيح قد غلب العالم (يوحنا ١٦: ٣٣).

الحل ليس في عزل أطفالنا تمامًا، وهو أمر غير ممكن ولا مرغوب فيه في عالمنا المترابط. بل يجب أن نُهيئهم للانخراط في الثقافة الدنيوية من منظور الإيمان. وكما يُذكرنا القديس بولس، علينا أن نكون "في العالم، ولكن ليس من العالم" (رومية ١٢: ٢).

هيئوا بيئة منزلية مُشبعة بالإيمان، حيث تكون الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والنقاشات حول الله أمرًا طبيعيًا ومتكررًا. دعوا أطفالكم يرون إيمانكم الحي من خلال أقوالكم وأفعالكم. وكما قال البابا بنديكتوس السادس عشر: "إن المكان الأول والأهم لنقل الإيمان هو المنزل".

وفي هذه الأثناء، تصبح على دراية بالتطورات التي يتعرض لها أطفالك. فبينما لا حمايتهم من كل شيء، لدينا سياسة اختيارهم، خاصة عندما يكونون صغاراً. شاهدوا الأفلام واستمعوا إلى الموسيقى معاً، وناقشوا التعليقات والقيم الثورية. ساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي للتمييز الحق من الباطل، والخير من الشر.

تشجيع المشاركة في الأنشطة الدينية والصداقات. يمكن لمجموعات الشباب وفصول التعليم الديني والمعسكرات المسيحية أن توفر تأثيرات إيجابية على الأقران وتعزز القيم التي تعلمها في المنزل. وتذكر: "كما أن الحديد يشحذ الحديد، هكذا يشحذ الإنسان إنسانًا" (أمثال 27: 17).

عندما يواجه أطفالك أفكارًا تتعارض مع إيمانهم، استخدمها كفرصة لإجراء مناقشات مفتوحة وصادقة. ساعدهم على فهم سبب تصديقنا لما نؤمن به. شجعهم على طرح الأسئلة واعترف عندما لا يكون لديك كل الإجابات - ثم ابحث عنها معًا.

أخيرًا، ثقوا بنعمة الله وببذور الإيمان التي زرعتموها. سيواجه أبناؤنا تحديات، ولكن كما يُذكرنا مثل الزارع، عندما تقع البذرة في أرض جيدة، تُثمر حصادًا وفيرًا (متى ١٣: ٨). بفضل توجيهكم المُحب ونعمة الله، يستطيع أبناؤكم أن يُنمّوا إيمانًا قويًا بما يكفي لمقاومة العالم الدنيوي من حولهم، بل ولتغييره.