![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الله هو الذي يسعى وراء خلاص الكل .. . كما أعطانا مثلاً عن سعيه وراء الخروف الضال ، ووراء الدرهم المفقود ( لو 15 ) . كان الخروف سائرً في ضلاله ، لا يدري أين هو ، وربما لا يدري ما هو فيه وفيما هو كذلك كان الراعي الصالح مهتماً بخلاصه . الراعي هو الذي اكتشف ضياع هذا الخروف ، وهو الذي بحث عنه وفتش ، وجرى وراءه في الجبال والوديان إلي أن وجده . لعلها كانت مفاجأة له ، حينما وجد راعيه أمامه ، يأخذه في حنان ، ويحمله علي منكبية فرحاً . حقاً ما أجمل قول الوحي الألهي عن الرب كراع : " أنا أرعي غنمي وأربضها – يقول السيد الرب – وأطلب الضال ، واسترد المطرود ، وأجبر الكسير ، وأعصب الجريح ..."( حز 34 : 15 ، 16 ) . هو الذي يطلب ويسترد ، وهو الذي يجبر و يعصب . العمل ، وليس عملنا نحن ... أليس هذا أمراً يبعث الرجاء في النفس ؟ وفي مثال الدرهم المفقود ، نري نفس الوضع ، وبأسلوب أعمق : الدرهم لا يملك حياة ، ولا عقلاً ولا فكراً ولا إرادة ... ولا يدري إلي إين هم قد تدحرج ، وأين استقر به الأمر . وإيضاً لا يعرف كيف يرجع إلي كيس صاحبه أ جيبه ...وقد كان الدرهم المفقود رمزاً إلي كثيرين من نوعه .. كان رمزاً لكثيرين ممن لا حياة لهم ولا إرادة ... وكان رمزاً أيضاً للضآلة ... فلو أن الأرملة كانت فقدت مائه جنيهاً ذهباً ، لكان من المعقول أن تبحث عنها وتفتش أما مجرد درهم واحد ينال منها كل ذلك الاهتمام ، فهو أمر يدعو إلي التأمل ، ويضع أمامنا عمقاً في الرجاء وهو إن الله يبحث عن خلاصك ، مهما بدا قدرك ضئيلاً ! لقد ضرب الله لنا مثل الدرهم لنعرف قيمة النفس عنده . لأنه قد يسأل بعضهم ما قيمة هذا الدرهم الضئيل ، حتي يصير هذا البحث الجاد عنه ، وهذا الفرح وهذه الوليمة عند العثور عليه ؟! . إن كل هذا رمز لاهتمام الرب بالنفس الواحده ، مهما كانت تبدو ضئيلة الشأن . ويعبر المثل عن سعي الله لخلاصنا حتي لو لم نسع نحن ، وفرحة بخلاصنا وفرح الملائكة أيضاً . ألست أنت عند الله أفضل من درهم واحد مفقود ؟! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|