![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف تمتَّع سليمان بن داود بالحكمة السماوية مع أمجاد ومواهب فائقة فصار مثلاً للنفس التي تتحد بحكمة الله المتجسد ربنا يسوع، يبني لا هيكلاً في أورشليم الأرضية، بل يُقِيم روح الله في أعماقه ملكوته، عربون السماء. وجاءت حياة إيليا النبي في ذات السفر وبداية الملوك الثاني، تلهب أعماقنا شوقًا نحو الغيرة المقدسة النارية، حتى نتهيأ لا للصعود بمركبة نارية مع إيليا النبي، بل للقاء مع رب المجد على السحاب. كما جاءت سيرة أليشع النبي تبعث فينا روح الحب لله والناس، والعمل الدائم لحساب ملكوت الله، فتنفتح بصيرتنا، لا لنرى مركبات وخيولاً نارية تُحيط بنا على الدوام، بل أحضان الله مفتوحة لاستقبالنا، ورب المجد يسوع مشغولاً بإعداد مكانٍ لنا على مستوى أبدي. الآن بعد أن تمتَّعنا بهذه الصورة المُبهِجة يحذرنا بقية سفر الملوك الثاني من خطورة العناد والتشبُّث بالخطية التي يبغضها القدوس. يستعرض هذا الفصل (2 مل 9-17) ما يثير مرارةً شديدة في النفس، إذ يكشف عن ما بلغ إليه إسرائيل من فسادٍ فاق فساد يهوذا، حيث كان جميع ملوك إسرائيل أشرارًا، لم يوجد بينهم ملك واحد صالح، فأطال الله أناته عليهم كما على يهوذا. وأخيرًا سمح بتأديبهم بواسطة أشور الذي قام بسبيهم على مراحل، لماذا؟ 1. تمَّ السبي على مراحل ليعطي لإسرائيل على مستوى القيادات والشعب الفرصة لمراجعة كل الأحداث منذ قام يربعام بالتمرُّد، وإقامة مملكة مُنشقَّة مستقلة تضم عشرة أسباط، ترفض قيام ملوك من نسل داود، كما تمنع الذهاب إلى أورشليم والعبادة في هيكل الرب إلخ. كما أعطاهم الفرصة لمراجعة تأديبات الرب لآبائهم، فيرجعون إلى الله بالتوبة الصادقة. 2. تحقيق السبي على مراحل يشير إلى طول أناة الله، فهو لا يريد مذلّتهم وهلاكهم، فمع كل مرحلة يليق بالكل أن يرجعوا إلى الله، وكأن الله يود ألا يتمم السبي الكامل. 3. سبي إسرائيل على مراحل يعطي الفرصة لمملكة يهوذا أيضًا أن تدرك خطورة الخطية، فتنتفع من درس إسرائيل المُر. لكن للأسف عوض التوبة ظنَّت يهوذا أنها لن تسقط تحت السبي، لأن الله لن يُسلِّم مدينته أورشليم ولا هيكله ولا ينزع المُلك عن بيت داود. تمادت يهوذا في الشر حتى فاقت ما سبق أن مارسته مملكة إسرائيل، فسمح الله لها هي أيضًا بالسبي البابلي على مراحل. حقًا إن الخطية خاطئة جدًا، هي الطريق الذي يقود النفس البشرية إلى السبي، فتفقد حريتها في الرب، ويُنزَع عنها رجاؤها في المجد الأبدي! v الخطية ثقيلة جدًا، تحتاج إلى مراحم عظيمة. القديس جيروم ومن ناحية أخرى ينبغي علينا ألا ندعو شيئًا ما شريرًا إلا الخطية وحدها التي تفصلنا عن الله، وتربطنا بالشيطان الشرير. الأب ثيؤدور (تادرس) العلامة أوريجينوس وأيضًا خلاص الأمم هو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، لذلك يسأل النبي من الله الآب أن يبهج العالم بمجيء ابنه إليه متجسدًا. وأما روح رئاسي فهو الروح القدس الذي يسود ويرأس كافة الخليقة. v يطلب النبي محو كل الآثام، لأنه لو بقيت خطية واحدة، فإنها تحرمنا من الدخول إلى ملكوت الله، كما إذا وُجد دنس يسير في اللباس يمنعنا من الدخول إلى المقدس. يصدق هذا القول مع الرسول بولس: "لا تضلوا؛ لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعون ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله (1 كو 6: 9-10). الأب أنثيموس الأورشليمي |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|