الرسول بولس في معرض حديثه عن القيامة، أكد على علاقة قيامتنا بقيامة المسيح، وبقدرة الخالق الذي خلقنا، وباستخدامه عبارة " أعطانا عربون الروح " يشدد أكثر على تلك الحقيقة. والعربون الذي تشير إليه الآية هو الذي يُدفع مقدمًا، أو في البداية كجزء من الكل. بالنسبة للكل (أى قيامة المجد) فإن الوعد أكيد. مثلما يحدث عند إجراء العقود، فإن الذي يأخذ العربون لا يكون قلقًا على بقية الثمن. وأنتم أيضًا أخذتم العربون بمعنى مواهب الروح، فلا تشكوا ولا ترتابوا أبدًا من نحو الخيرات التي تنتظركم. فأنتم أيضًا تقيمون أمواتًا، وتشفون عميانًا، وتطردون شياطين، وتطهرون برص وتشفون مرضى وتبطلون شوكة الموت. فإن كنتم تستطيعون أن تصنعوا كل هذا وأنتم في هذا الجسد الفاني، في عذر لكم إن شككتم بعد ذلك في قيامة الأموات؟.
فإن كان الله قد اختصنا ونحن بعد في زمن الشدائد والجهادات فوهب لنا في هذه الحياة الحاضرة مثل هذه الأكاليل، وذلك قبل أن تأتى المكافآت المقبلة، فكم بالحري تكون الخيرات التي سننالها عندما يحين موعد المكافآت؟.