![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي كَتِرْصَةَ، حَسَنَةٌ كَأُورُشَلِيمَ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ (منتظم)" [4]. إذ تدخل العروس في علاقة اتحاد مع عريسها يُناجي كل منهما الآخر. والآن إذ أعلنت العروس لغير المؤمنين وشهدت أنه بداخلها في جنته، وتطلب منهم ألاَّ يبحثوا عنه في الخارج يمتدحها العريس مستخدمًا بعض العبارات السابقة (نش 4) مع الكشف عن جمال أعمق، سَرَّه دخولها في اتحاد معه أعمق. هنا يراها "جَمِيلَةٌ كَتِرْصَةَ". وكلمة "َتِرْصَةَ" في العبرية تعني "انشراح أو بهجة". وَتِرْصَةَ هي أصغر البنات الخمس لصفحار بن حافر (عد 26: 33)، هؤلاء البنات مات أبوهن وليس لهن أخ، فوقفن أمام موسى والعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع وطلبن أن يرثن أبوهن مع أخوة أبيهن، فأعطاهن الرب هذا الحق وصار ذلك فريضة قضاء (عد 27: 1-11)، ونلن أيضًا نصيبهن عند تقسيم الأرض على يد يشوع بن نون (يش 17: 3-6). ولعله في سفر النشيد يشبه العروس بترصة كأصغر البنات اللواتي طالبن بحقهن أمام موسى النبي ويشوع، وصدر الأمر من قَبل الرب أن ينلن ميراثًا ونصيبًا. هذا هو جمال النفس المتحدة بالمسيح يسوع، أنها في دالة بغير خوف تطلب ميراثها ونصيبها أي حقها لتعيش كعضوة حيَّة في الجماعة المقدسة. وما هو هذا الميراث أو هذا النصيب الذي للمؤمن إلاَّ الرب نفسه الذي تقبله النفس في داخلها سرّ مجدها وغناها. وربما قصد بـ"تِرْصَة" المدينة الجميلة للغاية التي كانت أصلًا للكنعانيين استولى عليها يشوع بن نون (يش 12: 24) وقدمها لأسباط بني إسرائيل. وقد كانت عاصمة مملكة إسرائيل (الأسباط العشرة) نحو خمسين عامًا (1 مل 14: 17؛ 15: 21، 31؛ 16: 6، 23) حتى بني عمري السامرة. وكان سرّ جمالها أنها كانت قبلًا أممية وعابدة للأوثان لكن إذ ملك عليها يشوع الحقيقي صارت في ملكية الرب. ويراها الرب أيضًا "حَسَنَةٌ كَأُورُشَلِيمَ"، سرّ حُسنها أنها كأورشليم، مدينة الملك. أي صارت الكنيسة تمثل الأقداس السماوية التي يقطن فيها الله، وعاصمة دائرة ملكوته، كل ما فيها جميل وبهي. جمالها كترصة أو حسنها كأورشليم قد امتزج بالقوة، إذ هي "مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ (منظم)"، مرهبة أمام الأعداء، لأن الرب الغالب في وسطها يحميها، إنها كجيش سماوي يحمل ألوية (أعلام) الغلبة والنصرة، لا تعرف الهزيمة ولا اليأس بل روح الغلبة والقوة. وبحسب الترجمة اليونانية كجيش أحسن تنظيمه، إذ قائده الرب نفسه. بمعنى آخر، المسيحي يحمل مع الجمال قوة، فهو جميل بوداعته ورقته كما قوي بشجاعته وحزمه. جميل بهدوئه الداخلي وجبار في جهاده ضد الخطية حتى الدم. أما سرّ قوته ونصرته فهي "الدموع" التي يسكبها بقلب منكسر أمام الله فتأسر المحبة الإلهية، إذ يقول له الرب: |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|