إن أناة الله تعلن لنا قلبه المحب للبشر وهو لا يُسرّ بموت الشرير بل بأن يرجع عن طريقه ويحيا كما هو مكتوب: «لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ». وأيضًا «احْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا» (2بط3: 9، 15)؛ أي أن أناة الله تعطي فرصة للإنسان لكي يخلص كما يقول الكتاب: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رو2: 4). إن أناة الله حقًا مدهشة وذلك لأنه قدير وعظيم، قد نصبر نحن عندما نجد الشر من حولنا والأشرار مسيطرين على كثير من الأمور، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، لكن طول أناة الله عجيبة جدًا لأنه ليس عاجزًا. حاشا، فهو القادر على كل شيء؛ لكنها نابعة من محبته العظيمة للإنسان.