وفي قصة، عن أناس زارهم بولس وسيلا في بلد اسمها بيرية، في سفر الأعمال (١٧: ١١): «كَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟ فَآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ!»
ما معنى هذا؟!
إن أهل بيرية، عندما كان الرسول بولس يعظهم، كانوا يفحصون كلامه؛ هل هو حسب المكتوب؟! (بيدوَّروا وراه). وأيضًا، نجد الكتاب قد مدحهم وقارنهم بغيرهم. وأكيد أن بولس كان فرحًا جدًا بهم. والنتيجة؟! «آمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُون!».
أرجوكم افعلوا هكذا. افحصوا كلام أي شخص، مهما كان، في ضوء المكتوب «امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ» (١تسالونيكي ٥: ٢١).
وهنا بولس يحذِّر من أي شخص، مهما كان (حتى لو هو شخصيًا!) يأتي بتعليم مخالف للمكتوب، فليكن ملعونًا! نفس لعنة الحية القديمة «فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ!» (تكوين ٣: ١٤). ونفس الكلام تكرَّر في آخر إصحاحات الكتاب؛ وهو تحذير من صاحب الكتاب: «لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَاب» (رؤيا ٢٢: ١٨). وكما قال أجور: «لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ» (أمثال ٣٠: ٦). لا مجاملات ولا محاباة في كلمة الله!