![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اِذهَبوا! فهاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب عِبَارَةُ "كَالحُملانِ بَيْنَ الذِّئَابِ"، فَهِيَ تُنْبِئُ بِـالتَّحَدِّيَاتِ الَّتِي تَنْتَظِرُ التَّلَامِيذَ: الِاضْطِهَادِ، وَالرَّفْضِ، وَالتَّجْرِبَةِ، وَلَكِنْ أَيْضًا النُّصْرَةِ بِالنِّعْمَةِ، وَالوَدَاعَةِ، وَالمَحَبَّةِ. هٰذَا مَا يُعَبِّرُ عَنْهُ الرَّسُولُ بُطْرُسُ بِقَوْلِهِ: "فَقَدْ تَأَلَّمَ المَسِيحُ أَيْضًا مِنْ أَجْلِكُم، وَتَرَكَ لَكُم مِثَالًا لِتَقْتَفُوا آثَارَهُ. شُتِمَ وَلَمْ يَرُدَّ عَلَى الشَّتِيمَةِ بِمِثْلِهَا، تَأَلَّمَ وَلَمْ يُهَدِّدْ، بَلْ أَسْلَمَ أَمْرَهُ إِلَى مَنْ يَحْكُمُ بِالعَدْلِ" (1 بطرس 2:21–23). فَإِنَّ إِعْلَانَ المَلَكُوتِ يُهَدِّدُ مَصَالِحَ العُظَمَاءِ فِي هٰذَا العَالَمِ، وَلِذَا، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ لِلحَقِّ لَا بُدَّ أَنْ تُوَاجَهَ بِالرَّفْضِ. وَمَعَ ذٰلِكَ، لَا يُطْلَبُ مِنَ المُرْسَلِينَ أَنْ يَتَسَلَّحُوا بِالقُوَّةِ، بَلْ بِاللِّيْنِ، كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ: "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ القَلْبِ" (متّى 11:29). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ أَمْبْرُوسْيُوس (340–397)، أُسْقُفُ مِيلَانُو، عَلَى هٰذِهِ الآيَةِ بِقَوْلِهِ: "حِينَ أَرْسَلَ الرَّبُّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ إِلَى الحَصَادِ، لَمْ يَخَشَ عَلَى قَطِيعِهِ مِنَ الذِّئَابِ؛ أُرْسِلَ أُولٰئِكَ التَّلَامِيذُ لَا لِيَكُونُوا فَرِيسَةً، بَلْ لِيَنْشُرُوا النِّعْمَةَ أَيْنَمَا حَلُّوا. إِنَّ عِنَايَةَ الرَّاعِي الصَّالِحِ تَقِي الحِمْلَانَ مِنِ اعْتِدَاءَاتِ الذِّئَابِ." إِنَّهُ يُرْسِلُهُمْ لِيُتِمُّوا نُبُوءَةَ إِشَعْيَاءَ: "ٱلذِّئْبُ وَٱلْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا" (إِشَعْيَاء 65:25). أي: أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُبَدِّلُ العَلَاقَاتِ، وَيُقِيمُ سَلَامًا حَتَّى فِي أَكْثَرِ الأَمَاكِنِ عَدَائِيَّةً. (تَفْسِيرٌ لِإِنْجِيلِ القِدِّيسِ لُوقَا، الفَصْل 7: الآيَات 44–59). |
|