​الشعور بالقلق استجابة طبيعية

[Mary Naeem]

القلق


​الشعور بالقلق استجابة طبيعية عندما نواجه وضعاً فيه تهديد أو توتر، ولكن عندما تستمر هذه المشاعر القلقة أو تبقى من دون مبرر، عندئذ تتحول هذه المشاعر إلى مشكلة أكثر خطورة. يشعر الشخص المصاب باضطراب القلق بقلق مبالغ فيه ولا يمكن السيطرة عليه، مما يصعّب عليه التعامل مع الأنشطة والضغوط اليومية.




ما هو القلق؟

القلق اضطراب نفسي شائع، يتميز بما يلي:




مشاعر قلق ومخاوف مستمرة.
الشعور بالعصبية أو التوتر.
تكرار ورود أفكار دخيلة أو مخاوف .
عدم الشعور بالراحة أو انفعالية.
أعراض جسدية كالتعرق أو الارتجاف أو الدوار (الدوخة) أو سرعة ضربات القلب.




ما هي علامات وأعراض القلق؟

من المهم أن نلاحظ أن كل شخص يمكن أن يعاني من أعراض القلق من وقت لآخر وقد لا يعني ذلك بالضرورة أن الشخص لديه أحد اضطرابات القلق.




يمكن أن يؤثر القلق أيضاً على أشخاص مختلفين بطرق مختلفة، بما في ذلك تأثيره على المشاعر والسلوك والأفكار والصحة الجسدية.




قائمة الأعراض أدناه هي للإرشاد فقط، لكنها لن تقدم التشخيص. إذا كنت تشعر بالقلق أنك (أو أي شخص تعرفه) تعاني من أعراض قلق، يرجى طلب المشورة من اختصاصيين صحيين مدربين.




"شعرت وكأني سأصاب بالجنون، كنت أقلق بشأن كل شيء، وأشعر أني خارج السيطرة، وأتساءل ما الذي يفكره الآخرون عني، وعن مظهري وطريقة حديثي... إنه شيء مرهق"




"استولى القلق تماماً على حياتي وجعل معيشتي اليومية صعبة للغاية .... أنا أركز دائماً على أسوأ نتيجة محتملة ..."


أنواع القلق

​

يمكن للأخصائي الصحي المدرب أن يشخص القلق اعتماداً على شدة الأعراض ومدتها ونوعها. هناك عدة أنواع من القلق منها:




اضطراب القلق العام – الشعور بالقلق في معظم أيام الأسبوع والقلق بشأن أشياء كثيرة مختلفة. هذا قلق زائد غير واقعي ولا يمكن السيطرة عليه حول شؤون يومية كالصحة والأسرة والأصدقاء والمال أو الوظيفة.



اضطراب الهلع – نوبات هلع، وهي عبارة عن مشاعر مكثفة وساحقة من القلق جنباً إلى جنب مع أعراض جسدية مثل ضيق في التنفس وآلام في الصدر والتعرق المفرط. هناك خوف غالباً من أن تؤدي نوبة الهلع إلى الوفاة أو إلى فقدان كامل للسيطرة.



اضطراب الوسواس القهري – اتباع سلوكيات وطقوس معينة للتعامل مع الأفكار الدخيلة والمخاوف. تكون هذه الطقوس عادة مضيعة للوقت وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية. فمثلاً قد يكون الشخص موسوساً بالنظافة أو الطهارة كالوضوء المتكرر، أو التحقق المتكرر من أن الباب مقفل أو أن الفرن مطفأ. يشعر الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري في كثير من الأحيان بالحرج، حتى من عائلاتهم، ويمارسون طقوسهم سراً.

الرهاب المحدد (البسيط) – شعور بالخوف الشديد من موضوع معين أو حالة معينة، وربما يبذل المصاب أقصى جهده لتجنب هذا الموضوع أو الحالة. من هذه المخاوف الشديدة الخوف من المرتفعات، والمياه، والحيوانات أو الأماكن المغلقة. عندما يتواجه الشخص مع الكائنات أو الحالات التي يخشاها، يصبح قلقاً للغاية وقد يصاب بنوبة هلع. واعتماداً على شدة الحالة، يمكن أن يعكف الشخص على تجنب المواقف التي من شأنها أن تجبره على مواجهة ما يخشاه.



الرهاب الاجتماعي – خوف شديد من التعرض للانتقاد أو الحرج أو الإهانة، حتى في مواقف الحياة اليومية. وغالباً ما يتم تجنب المناسبات الاجتماعية أو حضورها مع توتر شديد.


رهاب الميادين أو رهاب الخلاء ليس اضطراباً بعينه، بل هو مكون من اضطراب القلق إذ يخاف الشخص من التواجد في أماكن يصعب عليه الخروج منها أو الابتعاد عنها. من أشهر الأماكن التي قد يعاني معها الأشخاص رهاب الميادين محلات السوبر ماركت والأماكن المزدحمة، والأماكن الضيقة، ووسائل النقل العام والطرق المزدحمة.


اضطراب الكرب ما بعد الصدمة – يحدث بعد أن يواجه الشخص حدثاً أليماً. ومن أعراضه الأحلام المزعجة أو ذكريات الماضي وتجنب كل ما له علاقة بهذا الحدث. إذا تعرض شخص لصدمة كبيرة كما في حالات الحرب والتعذيب، وحوادث السير والحرائق أو العنف الشخصي​، فقد يستمر شعوره بالخوف فترة طويلة بعد انقضاء الحادث. تعود دائماً الذكريات عند وجود اى مؤثر يرتبط بهذه التجربة والتي يحاول الشخص تجنبها دوماً

حالات الصحة النفسية المتزامنة

الأشخاص الذين يعانون من أحد أنواع اضطرابات القلق اكثر عرضه للإصابة بنوع أخر من أنواع القلق إضافة إلى إمكانية معاناتهم من الاكتئاب وقد يعاني أيضاً من اكتئاب. وفي كثير من الأحيان يترافق تعاطي الكحول والمخدرات مع القلق، مما يجعل العلاج أكثر تعقيداً، ويبرز أهمية العلاج الفعال لمشكلة تعاطي الكحول والمخدرات.