"لذلك عندما يدفع الرب زبح وصلمناع بيدي أدرس لحمكم مع أشواك البرية بالنوارج"
اضطر جدعون أن يهدد أهل سكوت، قائلًا: "لذلك عندما يدفع الرب زبح وصلمناع بيدي أدرس لحمكم مع أشواك البرية بالنوارج" [7]. بدا جدعون المتضع للغاية أمام الله (قض 6: 15) وأمام رجال أفرايم حازمًا للغاية بل وعنيفًا مع أهل سكوت، إذ يود أن يعريهم ليغطي لحمهم بالأشواك ويدوس عليهم بالنوارج لعله كقاضي لإسرائيل رأى من واجبه تأديب هؤلاء القوم بعنف فارزًا التبن عن الحنطة بنوارج التأديب حتى لا تحل اللعنة بالشعب كله.
لو كان أهل سكوت حنطة لمجدتهم النوارج إذ تفرز الحنطة عن التبن، ولكن لأنهم أشواك تحطمهم النوارج وتجمعهم للحرق. الحنطة لا تخاف النورج بل تنتظره بفرح أما الشوك والتبن فيرهبانه !
ما هدد به جدعون لا يمس أهل سكوت وحدهم بل يلحق بكل إنسان يحمل في داخله لحمًا، وينبع في أرضه الداخلية أشواك اللعنة، بمعنى آخر يسقط تحت نورج جدعون المهلك من كان يعيش جسديًا (لحميًا) بفكره وقلبه وحياته، حاملًا أشواك لعنة الخطية فيه، أما من يسلك بالروح ويكون له الثمر السماوي فلا تستطيع النوارج أن تؤذيه بل بالحري تمجده.
لينزع الرب عنا فكرنا اللحمي وليحرق فينا أشواك الخطية الخانقة للنفس ليحطم فينا كل ما هو غريب بنورجه (صليبه) المقدس لكي نحيا بالحق كروحيين نسكن في السماويات.
وما فعله أهل سكوت بجدعون فعله أيضًا أهل فنوئيل، فأجابهم جدعون: "عند رجوعي بسلام أهدم هذا البرج" [9].