![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() موت يشوع: 6 وَصَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ، فَذَهَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ لأَجْلِ امْتِلاَكِ الأَرْضِ. 7 وَعَبَدَ الشَّعْبُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ الَّذِينَ رَأَوْا كُلَّ عَمَلِ الرَّبِّ الْعَظِيمِ الَّذِي عَمِلَ لإِسْرَائِيلَ. 8 وَمَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ عَبْدُ الرَّبِّ ابْنَ مِئَةٍ وَعَشْرَ سِنِينَ. 9 فَدَفَنُوهُ فِي تُخْمِ مُلْكِهِ فِي تِمْنَةَ حَارَسَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. 10 وَكُلُّ ذلِكَ الْجِيلِ أَيْضًا انْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ، وَقَامَ بَعْدَهُمْ جِيلٌ آخَرُ لَمْ يَعْرِفِ الرَّبَّ، وَلاَ الْعَمَلَ الَّذِي عَمِلَ لإِسْرَائِيلَ. إذ سمع يشوع كلمات ملاك الرب في بوكيم ورأى الشعب يرفع صوته ويبكي لأنه عرف ما سيحل به أو بالأجيال المقبلة كثمرة لتهاونهم مع الأمم الوثنية، ذُبحت ذبائح للرب [5]، ثم صرف يشوع الشعب... "كل واحد إلى ملكه لأجل امتلاك الأرض" [6]، إي ذهب كل سبط ليملك ما قد تمتع به كنصيب له. يا لها من صورة حيَّة للكنيسة الحقيقية، إذ تجتمع معًا مع يشوع لتمارس التوبة الجماعية في بوكيم، وتقدم ذبيحة الرب بروح واحد جماعي، لكن كل واحد يملك نصيبه! كأن الحياة الكنسية هي حياة جماعية تمثل جسدًا واحدًا، لكن لكل عضو عمله وشركته الخاصة. بمعنى آخر لا تعني الحياة الجماعية تجاهل العمل الشخصي أو العلاقة الشخصية السرية التي تربط النفس بالله، كما أن العمل الشخصي لا يوقف الحياة الجماعية، بل هما متلازمان ومتكاملان غير منفصلين. إني أعرف الرب إلهي كرأس خاص بيّ "حبيبي ليّ وأنا له" (نش 2: 16)، ألتقي معه سريًا على مستوى شخصي، لكن كعضو في الجماعة المقدسة، فهو رأس الكنيسة (أف 1: 22) التي أنا عضو فيها. تحدث عن حال الشعب في عهد يشوع، قائلًا: "وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع الذين رأوا كل عمل الرب العظيم الذي عُمل لإسرائيل" [7]. متى كان يشوع الحقيقي، يسوع المسيح، هو القائد للكنيسة والمحرك لها روحيًا يعبد الشعب الرب في حرارة الروح؛ ومتى تسلم الكنيسة شيوخ أي رعاة رأوا كل عمل الرب العظيم وتلامسوا مع صليبه تبقى الكنيسة ملتهبة بالروح، أما إن تسلمها رعاة ليس لهم شركة مع يشوع الحقيقي فينحرف الشعب عن عبادة الله الحقة. أخيرًا "مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين فدفنوه في تخم ملكه في تمنة حارس في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش" [8-9]. إعلان موت يشوع والاهتمام بدفنه في تخم نصيبه إنما يكشف للشعب عن الإيمان بقيامة الجسد، الأمر الذي لم يكن يستطيع اليهود في ذلك الحين إدراكه تمامًا. دفن في المنطقة الجرداء التي اختارها لنفسه بعد التوزيع للأسباط إذ كان زاهدًا لا يطلب ما لنفسه بل ما هو للآخرين. إنه يدفن في أرض جرداء لينعم بالأرض الجديدة، أي الحياة الأبدية حيث فيض الغنى السماوي. دفن في "تمنة حارس" أو كما جاء في سفر يشوع "تمنة سارح" (يش 24: 30)، وقد اشتهرت المدينة بالاسمين، الأول تمنة حارس الذي يعني "نصيب الشمس"، والثاني تمنة سارح الذي يعني "نصيب مزدوج". ويرى الربانيون أنها دُعيت تمنة حارس بسبب وقوف الشمس في عهد يشوع، لذلك رسمت صورة الشمس على قبره. على أي الأحوال دفن يشوع في هذه المدينة ليكون نصيبه شمس البر، يسوع المسيح، أي مات على رجاء التمتع به، وبتمتعه بيسوع يحسب نفسه قد نال نصيبًا مزدوجًا أو وفيرًا. كانت هذه المدينة في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش أي جبل الزلزلة، الذي يذكرنا بالزلزلة التي حدثت عند قيامة يشوع الحقيقي، كأن يشوع قد مات منتظرًا أن يكون "شمس البر" نفسه هو نصيبه المزدوج، به ينعم بالزلزلة للحياة القديمة ليتمتع بحياته المقامة من الأموات. |
![]() |
|