عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 04 - 2013, 08:08 PM   رقم المشاركة : ( 3089 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة الكنعانية


الأحد السابع عشر من متى
متى 21:15-28

تريد الكنيسة بإنجيل المرأة الكنعانية أن تعلمنا أهمية الإيمان بيسوع المسيح في حياتنا، هذا الإيمان المطلوب تملكه المرأة الكنعانية، والكنيسة تعلّمنا الطريق الذي يجب أن نسلكه لكي نقتني هكذا إيمان.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موضوع المرض أو الموت لأشخاص هم أقارب أو معارف لنا أو حتى لأشخاص أبرياء، يؤثر على الإيمان الضعيف ويخلق تساؤلات موجّه نحو الله، ومن جهة أخرى يشكّل كشفاً حقيقياً لقوة الإيمان عند الإنسان. إيمان المرأة الكنعانية كان قوياً فلم ينطفئ أو يخمد أمام تجارب الشيطان و العالم بل صمد، إذ مرضت ابنتها، إنما بالمقابل أعطاها الصبر والقوة والإصرار لتتوجّه نحو الذي سيحقق طلبها، نحو نبع الحياة والخلاص أي المسيح.
المسيح جرّب إيمانها، ليس ليعذّبها أو ليعاقبها بل ليكشف لنا كبرى إيمانها، هذا الإيمان التي به استطاعت أن تتحمل هذه التجربة بعزم ثابت، فإيمان كهذا يعادل إيمان إزاحة الجبال، أمّا لو كان إيمانها ضعيف ينحل بأقل التجارب والصعوبات فلن تستطيع وضع رجائها بالمسيح أنه سيشفي ابنتها وسيسمع منها هي الغريبة الكنعانية.

المرأة الكنعانية توجهت نحو المسيح مدفوعة من إيمانها الكبير، لم تشك أن المسيح هو الوحيد القادر على شفاء العالم بل تركت كل فكر عالمي وألحّت بتضرّعها للمسيح، رغم محاولته لتجربة إيمانها، أمام هذه الحقيقة لم تنزاح عن عزمها وإيمانها بل طلبت ونالت، وكلّه لأنها تؤمن برحمة الله.
المسيح يعبّر عن إعجابه بإيمانها “عظيمٌ إيمانك” فهو يفرح بتوبة وتقدم البشر وزوال الألم من حياتهم، هو لا يبحث عن التحسن الصحي أو التقدم العلمي بل عن تصحيح الإيمان من اعوجاجه بالتالي الخلاص.
يحدد الإيمان قيمة ومستوى الإنسان الروحي والأخلاقي، هو الذي يميز البشر عن بعضهم، هو الذي يجعل الإنسان حرّ لا يسيطر عليه شيء، هو الشيء الأساسي الذي يحدد نوعية علاقة الإنسان بالله، فبإيمان قوي يستطيع الإنسان أن يصلي لله ويقيم معه حواراً صحيحاً.
“يا امرأة عظيمٌ إيمانك ليكن لكِ كما تريدين” بهذا الجواب يؤكد المسيح خروج الكنعانية منتصرة من التجربة، هي انتصرت لأنها عرفت أن تصبر، وصبرت لأن لديها رجاء، ورجائها مستند على إيمانها بمحبة المسيح للعالم.
لا يشد انتباه المسيح الإيمان الضعيف الهزيل الذي ينحل من أصغر تجربة ومنحة ولا يعطيه أهمية ولا يعتبره رصيداً ذو قيمة للإنسان، إنما بالمقابل يشدّه ذلك الإيمان الذي يثبت ولا يتزعزع في الطرقات الصعبة المليئة بالتجارب والمصاعب، ويشدّه ذاك المؤمن الذي يترجى بمحبة الله و يصبر متشبّثاً بإيمانه حتى يصل إلى النصر. في جهادنا الروحي لا يمكننا العيش والمتابعة والتقدم بدون إيمان الكنعانية، فنحن سنتعرض دوماً لمعوقات من الشيطان كي لا نعرف أن نصلي أو نطلب أو نخاطب الله ولكننا نستطيع مواجهته بسهولة بالتعلّم من إلحاح الكنعانية، الذي كان وسيلة لشدّ انتباه المسيح والتغلب على تجارب الشيطان، وأن نعيش هكذا إيمان.
نحتاج لإيمان ننتصر به على التجارب ونتجاوز معوقات الشيطان الكثيرة، إيمان مثل إيمان إبراهيم الذي آمن ووضع حياته والذين معه بين يدي الله، إيمان أيوب الذي أصيب بويلات كثيرة ولم يحنث بالله، إيمان موسى الذي رغم ضياعه أربعين سنة في البرية لم يفقد رجائه بالله، إيمان الشهداء والقديسين وأبرار الكنيسة الذين بجهادهم وشهادتهم وتضحياتهم اليومية وموتهم أكدوا رجائهم وفرحهم بالرب.
بالنهاية لا يوجد جدول بأسماء لأناس كثر تعرض إيمانهم لتجربة أو صعوبة أو معوقة واستطاعوا الصمود والانتصار، كما حدث للمرأة الكنعانية في إنجيل اليوم، فإيمانها تعرّض لتجربة كبيرة إذ مرضت ابنتها لكنها تحمّلت لأنها عرفت إلى من تتوجه في حديثها وطلبها نحو المخلص، الوحيد الذي سيسمعها ويستجيب لطلبها في شفاء ابنتها. آمنت وصدّقت كلامه: “ومن ساعتها شفيت ابنتها”.
إذا أتى المسيح في أيامنا هذه على الأرض هل سيجد إيمان مثل إيمان المرأة الكنعانية؟ نخاف أن إنسان اليوم هو بحيرة أيؤمن أم لا؟ يبقى في الوسط وجاهز ليغير الاتجاه الذي يوافق مصالحه، هو يؤمن في لحظات الخطر والشدة والحاجة والمرض، وبالمقابل يستطيع بسهولة أن يتخلى عن إيمانه عندما يكون هناك حاجة لكي يجاهد أو يصبر بحجة أنه صعب ولا يمكن عيشه، توصف كنيستنا بـ”كنيسة المجاهدين” والذي لا يجاهد فهو خارج الكنيسة و سيخصر فرصة لنيل الخلاص.