عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 01 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

علاقة روحك بروح الله

الإنسان الروحي يخضع جسده لروحه، وتخضع روحه لروح الله. ويصبح هذا دليلًا على بنوته لله. وفي هذا يقول الكتاب " لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14). وإن كان روح الله هو الذي يقوده فلن يخطئ، والشرير لا يستطيع أن يمسه (1يو3: 9) (1يو5: 18). حقًا بهذا "أولاد الله ظاهرون".
ولا يقتصر الأمر على الناحية السلبية من جهة البعد عن الخطية، وإنما إيجابيًا تظهر فيه ثمار الروح.
وهذه قال عنها الرسول " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22). قال القديس بولس هذا عن السالكين بالروح "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5: 24) وقال بعدها مباشرة " إن كنا نعيش بالروح، فلنسلك أيضًا بحسب الروح".
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

لأنه كيف نقول إننا أولاد الله، إن كنا لا ننقاد بروح الله؟ وكيف نقول إننا نعيش بالروح، إن كانت لا تظهر في حياتنا ثمار الروح؟
والذي ينقاد لروح الله، لا يطفئ الروح، ولا يحزن روح الله في داخله ولا يقاوم روح الله، وإنما يستسلم تمامًا لعمل الروح فيه. ويكون أداة طيعة للروح القدس، يصنع الله به مشيئته المقدسة. لا يخون الله ويفتح أبواب قلبه أو فكره للخطيئة التي تقاوم عمل الروح. بل على العكس:
يشترك مع روح الله في العمل:
وبهذا يدخل في شركة الروح القدس (2كو13: 14) ويكون شريكًا للطبيعة الإلهية (2بط1: 4) في العمل لأجل خلاصه وخلاص الآخرين.
إذن فالسلوك بالروح، هو سلوك بروحك وبروح الله.
وعندئذ تتجمل روحك بالفضائل، وتستعد لمقابلة الله " كعروس مزينة لعريسها". تتزين بالفضائل، بالمحبة بالاتضاعالإيمان بالتعب من أجل الله. تتزين بما قال عنه القديس بطرس الرسول " زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1بط3: 4).
اهتم إذن بجمال روحك، حتى عندما تخلع جسدك، تكون روحك مقبولة في السماء. لها رائحة المسيح الذكية.
وتأخذ روحك حتى في هذا العالم هيبة أمام الشياطين.
" يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات، وأما أنت فلا يقتربون إليك" (مز91: 7). أتريد إذن أن تختبر روحك وسلوكك بالروح؟ إليك هذا السؤال:
هل أنت تخاف الشياطين، أم أن الشياطين تخافك، لسكنى روح الله فيك؟

اسلك يا أخي بالروح، وأنت تصل إلى هذا المستوى. وكل عمل تعمله تأكد من أن الله يشترك معك فيه بروحه القدوس.
واحتفظ بسكني الروح داخلك.
  رد مع اقتباس