الموضوع: أتحبني أكثر؟
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2017, 06:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

أتحبني أكثر؟


أتحبني أكثر؟
"فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلَاءِ؟" قَالَ لَهُ: "نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ: "ارْعَ خِرَافِي". قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟" قَالَ لَهُ: "نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ: "ارْعَ غَنَمِي". قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟" فَحَزِنَ بُطْرُسُ لِأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: "يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "ارْعَ غَنَمِي" (يوحنا 21:15-17).
كطبيب روحي جرح المسيح بطرس ليشفيه، فسأله: "أتحبني أكثر من هؤلاء؟" أي أكثر مما يحبني رفقاؤك التلاميذ، الذين مع أنهم تركوني خوفاً، لكنهم لم ينكروني؟ فأجابه على النصف الأول من سؤاله: "نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك". لم يقُلْ: "أحبك أكثر من هؤلاء". يسأل المسيحُ عادةً عن الأساس قبل البناء، وعن الأصل قبل الفرع. لذلك لا نسمعه يسأل بطرس عن أعماله، ولا عن معارفه، ولا عن مقاصده، بل عن أصل كل هذه وأساسها: أي عن حالة القلب. سأله عن شعوره الداخلي. لو سأله عن أعماله لما نال بطرس غير الدينونة والخجل. ولصمَتَ عن الجواب، لأن ظواهره كانت سيئة.. الإنسان الذي ظواهره الحسنة تخالفُ بواطنَه السيئة هو المرائي. أما بطرس فكانت ظواهره الضعيفة تخالف بواطنه الصالحة واستعدادته الطيبة.
ولما كانت حالة القلب تستلزم أعمالاً تناسبها وتبرهنها، لم يكتفِ المسيح بأن يعلِنَ بطرسُ حبَّه له، بل طلب منه العمل أيضاً، فقال له: "ارع خرافي" معِيداً له بهذا الكلام الوظيفة الرسولية التي سقطت عنه بسقوطه، ومُبْدلاً صورة صياد النفوس بصورة راعي النفوس، لأن بطرس أخطأ، ليس فقط في تَرْكه صَيْد النفوس ليصيد السمك، بل أيضاً في تركه رعاية غيره لأجل رعاية ذاته. في هذه الوصية بالخراف، نرى درساً لجميع الرعاة الروحيين، أن يبتدئوا في خدمتهم بالصغار، صغار السن وصغار النفوس، كالفقراء والضعفاء واليائسين.
ثم كرر المسيح سؤاله لبطرس، وقال: "ارع غنمي". فأخذ ذات الجواب الأول. لقد قال بطرس ثلاث مرات إنه لن ينكر المسيح، ثم كرر إنكاره ثلاث مرات. فالآن يكرر المسيح ثلاث مرات سؤال الإمتحان. جَرَحت المرةُ الثالثة بطرس أكثر، فحزن وأجاب بانفعالٍ ممتزجٍ بالحب: "يا رب أنت تعلم كل شيء، أنت تعرف أني أحبك". لأن المحب لا يمكن إلا أن يطيع إلهاً يحبُّه، ولا يمكن أن يفعل إلا الخير لقريبه المحبوب، ولا زال المسيح يسألك: "أتحبني؟". فماذا ستقول له؟.
رد مع اقتباس