الموضوع: المسكين الأعظم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 07 - 2016, 04:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

المسكين الأعظم

المسكين الأعظم

يُفتَتَح الكتاب الأول لسفر المزامير (مزمور 1-41) بتطويب الرجل البار، وهو تطويب لا ينطبق تمام الانطباق إلا على شخص المسيح وحده. ولكن حمداً لله فإن هذا الكتاب عينه يُختَم بالمزمور الحادي والأربعين، الذي يطالعنا بتطويب أعمّ وأشمل، هو تطويب مَن ينظر نظرة الإيمان إلى المسكين.
لا يكلمنا هذا المزمور عن العطف على المساكين بصفة عامة، ولا حتى مساكين المؤمنين، بل إن التطويب هو لِمَن ينظر إلى المسكين. إنه شخص واحد مُعرَّف، ومع أن غناه لا يُحد، إلا أنه أيضاً وصل في مسكنته إلى ما لم يبلغه سواه. فهل تعرفت على هذا الشخص العجيب؟
آه أيها الأحباء، يذوب القلب فينا ونحن نتكلم عن ذاك المجيد «العليّ المرتفع ساكن الأبد» وكيف افتقر وصار مسكيناً !!
ولكن لماذا صار مسكيناً؟ يخبرنا الرسول قائلاً: «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غنيٌّ لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو 8: 9 ).
وفي إنجيل لوقا عند مشهد الصليب، نرى نظرة الإيمان، ونظرة عدم الإيمان. «وكان جميع معارفه ونساءٌ كُنَّ قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك (لو 23: 35 ، 49).
كما يحدثنا الإنجيل عينه عن المذنبين اللذين صلبا مع المسيح، وعن نظرتيهما المتباينة لذلك المصلوب. لقد نظر اللص التائب بالإيمان إلى المخلِّص فنال باسمه غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين، وما أعجب نظرة ذلك اللص للرب يسوع الذي كان معلقاً إلى جواره في ضعف. لكنه رأى فيه رباً، وفي أثماله مجداً، وفي إكليل الشوك تاجاً، وفي خشبة الصليب عرشاً!! أما زميله الآخر فقد نظر إلى المسيح نظرة عدم إيمان فمضى إلى أبدية العذاب لأنه احتقر المُخلِّص.
قارئي العزيز: ليت تكون لنا هذه النظرة للرب يسوع المسيح!
فإنه وهو الغني لأجلنا قد افتقر
وملء حُب أزلي على الصليب قد ظهر
رد مع اقتباس