عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 06 - 2017, 05:14 PM
 
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مورا مرمر غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 9,781

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
-----------------------------------------------------------------
2 -( تابع ) كَمْ رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب! (نش 4: 1)
---------------------------------------------------------------------
في العهد الجديد :
--------------------

* أول طيب نذكره هو اسم الله ، ننال المعمودية

يقول سفر النشيد -حسب الترجمة البيروتية :

" اسمك دهن مهراق " (نش 1: 3).

---------------------
و لكن أفضل من هذه الترجمة ،

الترجمة التي نستخدمها في طقسنا القبطي:

"طيب مسكوب هو أسمك ( القدوس ) ".

اسم الله هو طيب عطر :
-----------------
نستخدمه في كل صلواتنا .

وبهذا الاسم نتعمد. كما قال الرب لتلاميذه القديسين :

"و عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " ( مت 28: 19 ) .

كما قال القديس بطرس الرسول لليهود في يوم البندكستي :

"توبوا، و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا.."

( أع 2: 38 ).

و هكذا في المعمودية :
---------------
أخذنا طيب التبرير والميلاد الثاني ( تى 3: 5 ) و غفران الخطايا ( أع 2: 38 ).

إن اسم الرب الذي دُعي علينا، نأخذ البنوة له في المعمودية.

و به نبدأ كل عمل، و كل صلاة. وباسمه نبدأ كل يوم من أيام حياتنا.

و نذكر قول المرتل في المزمور (مز 63: 4، 5 )

"باسمك ارفع يديَّ ، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ".

حقًا إن :
---
"اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق و يتمنع" (أم 18: 10).

و ما أجمل ما نقوله للرب في التسبحة:

"اسمك حلو : في أفواه قديسيك".

"الطيب المقدس الذي نأخذه بعد ذلك،

هو دهن الميرون المقدس .

و نلاحظ أنه يشتمل على الأطياب التي

و ردت في مركبات مسحة العهد القديم في (خر 30)

و أيضًا ما ورد في أطياب سفر النشيد (نش 4: 14).

و بهذا الدهن المقدس ننال التقديس و سكنى الروح القدس فينا

نصبح هيكلًا للروح القدس ، :
-------------------

و الروح القدس يسكن فينا (1 كو 3: 16) (1 كو 6: 19).

و يعمل فينا روح الله، و ندخل في شركة الروح القدس. ألا يليق بنا،

و نحن نرى هذا، أن نقول للكنيسة المقدسة :

"رائحة أدهانك أفخر من كل الأطياب".

ذلك لأن الأب الكاهن :
---------------------
فيما يرشم المعمد بهذا الدهن المقدس (زيت الميرون) يقول هذه الصلوات:

مسحة الـــــــــــروح القــــــدس، آمين..

مسحة عربون ملكوت السموات، آمين..

مقدسة للمسيح إلهنا ، و خاتم لا ينحل، آمين.

كمال نعمة الروح القدس، ودرع الإيمان والحق آمين.

و بهذا الدهن المقدس،

يقدس كل أطراف المعمد، و مفاصله و فتحات جسمه.

و يبدأ الروح يعمل فيه، بقوته، و مواهبه، و إرشــــــاده.

حقًــــــا :
-----------
رائحة أدهانك -أيتها الكنيسة- أفخر من كل الأطياب .

"الطيب الرابع
--------------
الذي نأخذه من الكنيسة، هو عمل الكهنوت .

وكان عمل الكهنوت.. في العهد القديم –

يبدأ بسكب الطيب المقدس على رأس رئيس الكهنة ، كما يقول المزمور :
".. كالطيب الكائن على الرأس، الذي ينزل على اللحية،
لحية هرون النازلة على جيب قميصه " (مز 132 [133]).

لاشك أن الكهنوت :
------------
هو طيب في الكنيسة ،

ننال به كل نعم الأسرار المقدسة ،

و ننال به الرعاية و العناية .

ننال به مغفرة الخطايا، حسب قول الرب لتلاميذه :
--------------------------------------------
من غفرتم خطاياه، غُفرت له" (يو 20: 23)
"ما حللتموه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18).
و ننال بالكهنـــوت نعمـــــة العماد (مت 28: 19)، "
و الميلاد الثاني ، وتجديد الروح القدس" (تى 3: 5).
و المسحة التي لنا من القدوس (1 يو 2: 20)،
و التنـــاول من جسد الرب و دمه (1 كو 11).

و بالكهنوت ننال التعــــــليم الصحيح (تى 2: 1 )
حيث من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2 : 7 )
و هو يفصل كلمة الحق باســــتقامة (2 تى 2: 15 ).

أيتها الكنيسة المقدسة، هذه هي :
--------------------------------------
"رائحة أدهانك الطيبة" (نش 1: 3).

بل من الكهنوت أيضًا :
-------------------------
نأخذ البركة في ختام كل اجتماع، بل البركة في كل وقت .
كما علّم الرب موسى " هكذا تباركون .. قائلين لهم
: يباركك الرب ويحرسك. يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك .
يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا" (عد 6: 23 -26 ) .

و طيب الكهنوت :
-------------------
لا يشمل فقط الأسرار و التعليم والبركة ، و إنما يشمل أيضًا العمل الروحي كله .

و منه خدمة المصالحة، كما قال القديس بولس الرسول :
".. وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 20).

و في هذه الخدمة كل ما يتعلق بالرابطة الروحية بين الله و الناس.
كل ما يتعلق :
"بتكميل القديسين، وعمل الخدمة، وبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12).

حقًا يا كنيستنا المقدسة، "رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب

و للموضوع بقية :
ــــــــــــــــــــــــ
"طيب آخر تقدمه لنا الكنيسة المقدسة، وهو رائحة المسيح الزكية في حياتنا:
.

رد مع اقتباس