كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
-----------------------------------------------------------------
2 -( تابع ) كَمْ رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب! (نش 4: 1)
---------------------------------------------------------------------
في العهد الجديد :
--------------------
* أول طيب نذكره هو اسم الله ، ننال المعمودية
يقول سفر النشيد -حسب الترجمة البيروتية :
" اسمك دهن مهراق " (نش 1: 3).
---------------------
و لكن أفضل من هذه الترجمة ،
الترجمة التي نستخدمها في طقسنا القبطي:
"طيب مسكوب هو أسمك ( القدوس ) ".
اسم الله هو طيب عطر :
-----------------
نستخدمه في كل صلواتنا .
وبهذا الاسم نتعمد. كما قال الرب لتلاميذه القديسين :
"و عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " ( مت 28: 19 ) .
كما قال القديس بطرس الرسول لليهود في يوم البندكستي :
"توبوا، و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا.."
( أع 2: 38 ).
و هكذا في المعمودية :
---------------
أخذنا طيب التبرير والميلاد الثاني ( تى 3: 5 ) و غفران الخطايا ( أع 2: 38 ).
إن اسم الرب الذي دُعي علينا، نأخذ البنوة له في المعمودية.
و به نبدأ كل عمل، و كل صلاة. وباسمه نبدأ كل يوم من أيام حياتنا.
و نذكر قول المرتل في المزمور (مز 63: 4، 5 )
"باسمك ارفع يديَّ ، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ".
حقًا إن :
---
"اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق و يتمنع" (أم 18: 10).
و ما أجمل ما نقوله للرب في التسبحة:
"اسمك حلو : في أفواه قديسيك".
"الطيب المقدس الذي نأخذه بعد ذلك،
هو دهن الميرون المقدس .
و نلاحظ أنه يشتمل على الأطياب التي
و ردت في مركبات مسحة العهد القديم في (خر 30)
و أيضًا ما ورد في أطياب سفر النشيد (نش 4: 14).
و بهذا الدهن المقدس ننال التقديس و سكنى الروح القدس فينا
نصبح هيكلًا للروح القدس ، :
-------------------
و الروح القدس يسكن فينا (1 كو 3: 16) (1 كو 6: 19).
و يعمل فينا روح الله، و ندخل في شركة الروح القدس. ألا يليق بنا،
و نحن نرى هذا، أن نقول للكنيسة المقدسة :
"رائحة أدهانك أفخر من كل الأطياب".
ذلك لأن الأب الكاهن :
---------------------
فيما يرشم المعمد بهذا الدهن المقدس (زيت الميرون) يقول هذه الصلوات:
مسحة الـــــــــــروح القــــــدس، آمين..
مسحة عربون ملكوت السموات، آمين..
مقدسة للمسيح إلهنا ، و خاتم لا ينحل، آمين.
كمال نعمة الروح القدس، ودرع الإيمان والحق آمين.
و بهذا الدهن المقدس،
يقدس كل أطراف المعمد، و مفاصله و فتحات جسمه.
و يبدأ الروح يعمل فيه، بقوته، و مواهبه، و إرشــــــاده.
حقًــــــا :
-----------
رائحة أدهانك -أيتها الكنيسة- أفخر من كل الأطياب .
"الطيب الرابع
--------------
الذي نأخذه من الكنيسة، هو عمل الكهنوت .
وكان عمل الكهنوت.. في العهد القديم –
يبدأ بسكب الطيب المقدس على رأس رئيس الكهنة ، كما يقول المزمور :
".. كالطيب الكائن على الرأس، الذي ينزل على اللحية،
لحية هرون النازلة على جيب قميصه " (مز 132 [133]).
لاشك أن الكهنوت :
------------
هو طيب في الكنيسة ،
ننال به كل نعم الأسرار المقدسة ،
و ننال به الرعاية و العناية .
ننال به مغفرة الخطايا، حسب قول الرب لتلاميذه :
--------------------------------------------
من غفرتم خطاياه، غُفرت له" (يو 20: 23)
"ما حللتموه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18).
و ننال بالكهنـــوت نعمـــــة العماد (مت 28: 19)، "
و الميلاد الثاني ، وتجديد الروح القدس" (تى 3: 5).
و المسحة التي لنا من القدوس (1 يو 2: 20)،
و التنـــاول من جسد الرب و دمه (1 كو 11).
و بالكهنوت ننال التعــــــليم الصحيح (تى 2: 1 )
حيث من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2 : 7 )
و هو يفصل كلمة الحق باســــتقامة (2 تى 2: 15 ).
أيتها الكنيسة المقدسة، هذه هي :
--------------------------------------
"رائحة أدهانك الطيبة" (نش 1: 3).
بل من الكهنوت أيضًا :
-------------------------
نأخذ البركة في ختام كل اجتماع، بل البركة في كل وقت .
كما علّم الرب موسى " هكذا تباركون .. قائلين لهم
: يباركك الرب ويحرسك. يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك .
يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا" (عد 6: 23 -26 ) .
و طيب الكهنوت :
-------------------
لا يشمل فقط الأسرار و التعليم والبركة ، و إنما يشمل أيضًا العمل الروحي كله .
و منه خدمة المصالحة، كما قال القديس بولس الرسول :
".. وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 20).
و في هذه الخدمة كل ما يتعلق بالرابطة الروحية بين الله و الناس.
كل ما يتعلق :
"بتكميل القديسين، وعمل الخدمة، وبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12).
حقًا يا كنيستنا المقدسة، "رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب
و للموضوع بقية :
ــــــــــــــــــــــــ
"طيب آخر تقدمه لنا الكنيسة المقدسة، وهو رائحة المسيح الزكية في حياتنا:
.