عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 01 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,110

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

خضوع الجسد للروح
يكون الجسد مقدسًا إن خضع لقيادة الروح، ولم يدعها هي تخضع له.
إن حدث ذلك يسلك بطريقة روحية بل ينطبق عليه قول الرسول " اطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة.. ولا تشاكوا هذا الدهر" (رو12: 1، 2). إذن يمكن أن يكون الجسد ذبيحة حية مقدسة.. أما إن قاوم الروح، ولم يخضع لها، فحيئنذ ينطبق عليه قول الكتاب:
" الجسد يشتهي ضد الروح، والروح يشتهي ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل5: 17).
يقول الرسول هذا، ليس عن كل جسد، وإنما عن الأجساد الخاطئة المقاومة لعمل الروح، والتي تشتهي ضد الروح، والتي توقع الإنسان في صراع داخلي بين جسده وروحه، ولكن القديسين ليسوا هكذا، وإنما أجسادهم تشترك مع أرواحهم في العمل الروحي، وتبذل ذاتها. لذلك يكافئ الله الجسد بأن يتنعم مع الروح بإخضاع الجسد، فلا يسلك في طريق مادي بل في طريق روحي.


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وهكذا قال القديس بولس الرسول " بل أقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (2كو9: 27).
وهكذا فعل كل الأباء في البراري والقفار، حتى جسدهم تمامًا للروح وشارك في عملها، باصوام وأسهار وسجود، وعدم اعطاء الجسد ما يشتهيه.
إذن ليس الجسد ذاته خطية، إنما شهوات الجسد هي خطية.
وقد سقط أبوانيا الأولين في شهوة الجسد، حينما نظرًا إلى شجرة معرفة الخير والشر، فإذا الشجرة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر (تك2: 6).
وبدأ الانحراف إلى اشتهاء كل ما هو مادي، وما هو جسدانى. وهنا يأتي تحذير الكتاب لنا، بقول الرسول:
" لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تمتون أعمال الجسد فستحيون" (رو8: 13).
ولهذا يدخل القديسون في أعمال الإماتة هذه شهوات الجسد وهكذا نطلب إلى الرب يسوع في صلاة الساعة التاسعة قائلين "أمت حواسنا الجسدانية" وإن ماتت الحواس الروحية وتتحرك بمحبة الله، ولذلك يقول الكتاب:
" وأما أنتم فلستم في الجسد، بل في الروح، إن كان روح الله ساكنًا فيكم" (رو8: 9).
وإن عاش الإنسان بالروح، وفي الروح، وصار الجسد خاضعًا، فحينئذ يتمتع بحياة الانتصار كائنًا واحدًا، وليس كيانين متصارعين، بل على العكس لا يوجد فيه صراع داخلي بين الجسد والروح، لأن جسده أصبح يشتهي ما تشتهيه روحه، ويتعاون معها في كل أعمال البر.
وحينئذ لا يخطئ الجسد...
  رد مع اقتباس