الموضوع: لا تحلفو البتة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2021, 06:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

لا تحلفو البتة



لا تحلفو البتة


لا تحلفو البتة

انتقل السيد المسيح من شريعة عدم الطلاق إلا لعلة الزنى فى العهد الجديد إلى شريعة عدم القسم فى العهد الجديد فقال: “أيضاً سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك.وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأروشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء، بل ليكن كلامكم نعم نعم، لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير” (مت5: 33-37).
شرح السيد المسيح سبب منع القسم فى شريعة العهد الجديد. وهو أن الذى يقسم بشئ ينبغى أن يملك ما يقسم به. مثل أن يقسم إنسان قائلاً: [وحياة عينى] أى أنه يضع عينيه بقسم فى مقابل تنفيذ ما قد وعد به أو تأكيد صحة ما يحكيه. وتكون النتيجة أنه لو أراد تنفيذ القسم عليه أن يقلع عينيه إذا لم يفِ بوعده أو إذا ظهر كذبه فيما حكاه.
لا أحد يملك عينيه كقول الرسول: “إنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله” (1كو6: 19، 20). لقد اشترانا السيد المسيح بدمه وصارت أجسادنا وأرواحنا ملكاً له، كمفتداه بثمن كريم.. ليس من حق الإنسان أن يقسم برأسه ولا بعينيه ولا بشعرة واحدة من رأسه، ولا أن يقسم برحمة والده أو والدته التى لا يملكها، ولا بالسماء التى هى كرسى الله ولا بالأرض التى هى موطئ قدميه.
الله وحده هو الذى يملك ذاته بالكامل، يملك جوهره ويملك طبيعته، ويملك وجوده إذ لم يوجده أحد مثل المخلوقات التى خلقها الله وقيل عنها “للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها” (مز23: 1).
لهذا فعندما أوشك إبراهيم على تقديم ابنه إسحق ذبيحة خاطبه الرب وقال: “بذاتى أقسمت يقول الرب.. إنى أباركك مباركةً وأكثر نسلك تكثيراً” (تك22: 16، 17).
عن هذه الواقعة الهائلة قال معلمنا بولس الرسول إن الرب “إذ لم يكن له أعظم يقسم به أقسم بنفسه” (عب6: 13). أعظم شئ فى الوجود هو الله نفسه -لذلك أقسم الرب بنفسه أن يبارك إبراهيم هو ونسله لكى يتأكد الوعد بالخلاص بقسم. وبالفعل أوفى الرب وعده وبذل الرب يسوع المسيح نفسه عن الخراف كقوله المبارك “أنا أضع نفسى عن الخراف” (يو10: 15). وقوله أيضاً: “ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مت20: 28). حتى الناسوت الذى أخذه السيد المسيح من السيدة العذراء بفعل الروح القدس جاعلاً إياه واحداً مع لاهوته، هو ملك للسيد المسيح كقول القديس كيرلس الكبير عن الله الكلمة أنه:
أخذ طبيعتنا جاعلاً إياها خاصة به
“He took our nature and made it His Own”
كان من حق السيد الرب يسوع المسيح أن يبذل نفسه فدية عن كثيرين وقال عن نفسه أن له سلطان عليها وقال: “لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبِلتها من أبى” (يو10: 17، 18).
لقد سمح الرب بالقسم فى العهد القديم لشعبه ليقسموا باسمه هو وليس باسم الآلهة الأخرى الوثنية. وأوصاهم أن لا ينطقوا باسم الرب إلههم باطلاً. وأن لا يحنثوا فى أقسامهم بل يوفوا للرب الأقسام.
وكم من أقسام لم يتمكن الإنسان من الوفاء بها ونتج عنها مشاكل كبيرة فى علاقته مع الله وفى علاقته مع الناس. وكم من أقسام تسرع أصحابها فى القسم بها وندموا عليها ووقعوا فى ورطة مثلما أقسم شاول الملك أن يقتل الجندى فى جيشه الذى يذوق شيئاً من الطعام قبل المساء حتى يكون قد انتصر على أعدائه. ولم يسمع ابنه يوناثان بهذا القسم وكان الجنود فى إعياء شديد. واستطاع يوناثان أن يصنع خلاصاً عظيماً فى ذلك اليوم بمعونة من الرب، وبعدما ارتشف كمية من العسل الأبيض البرى. وأراد شاول أن يقتل يوناثان ابنه فافتداه الشعب وطلبوا أن تُقدم ذبائح للرب لأن يوناثان ابنه لم يكن يعلم بقسم والده. وقَبِل الرب الذبيحة ونجا يوناثان من الموت.
إن القسم يضع الإنسان فى تورط شديد ولا حاجة إليه على الإطلاق. وحتى القانون المصرى فى المادة 128 من قانون المرافعات يسمح للإنسان أن يعتذر فى المحكمة عن أداء القسم حسبما تكون شريعة دينه. يمكنه فقط أن يعطى وعداً للقاضى أن يقول الحق. وبهذا ينفذ قول السيد المسيح: “لا تحلفوا البتة”.
رد مع اقتباس