عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 03 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث

القيامة ممكنة

كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
وإمكانية القيامة تعتمد ولاشك علي قدرة الله غير المحدودة.
فكلنا نؤمن أن الله قادر علي كل شيء، لا حدود لقدرته الإلهية. ومهما كان الأمر يبدو صعبًا أمام الملحدين أو غير المؤمنين، أمام الذين يعتمدون علي الفكر أو العلم وحدهما، فإن الله قادر علي إقامة الأجساد من الموت بلا شك..
إن عملية قيامة الأجساد، أسهل بكثير جدًا من عملية خلقها من قبل..
الله الذي أعطاها نعمة الوجود، هو قادر بلا شك علي إعادة وجودها.. هو الذي خلقها من تراب الأرض، وهو قادر أن تعيدها من تراب الأرض مرة أخري.. بل ما هو أعمق من هذا أن الله خلق الكل من العدم. خلق الأرض وترابها من العدم، ومن تراب الأرض خلق الإنسان. أيهما أصعب إذن: الخلق من عدم، أم إقامة الجسد من التراب؟! فالذي يقدر علي العمل الأصعب، من البديهي أنه يقدر علي العمل الأسهل.. والذي منح الوجود، يقدر بالحري أن يحفظ هذا الوجود.
نقول هذا، مهما وضع الملحدون وأنصاف العلماء من عراقيل أمام إمكانية القيامة.
وعندما أقول أنصاف العلماء، إنما أبرئ العلماء الكاملين في معرفتهم. فتصف العالم يعرف صعوبة الأمر من الناحية المادية، وفي نفس الأمر يجهل أو يتجاهل النصف الثاني للحقيقة وهو قدرة الله..
نصف الحقيقة أن الجسد قد يمتص الأرض بعض عناصره، ويتحلل جزء منه، وقد يتداخل في أجساد أخري. والنصف الثاني أن المادة لا تفني، فأينما ذهب الجسد، فمكوناته موجودة، ومصيرها إلي الأرض أيضًا.. والله غير المحدود يعرف تمامًا أين توجد عناصر الجسد، ويقدر علي إعادتها مرة أخري، بقدرته اللانهائية، وبخاصة لأنه يريد هذا، ولأنه قد وعد به البشرية علي لسان الأنبياء وفي كتبه المقدسة.
وإذن القيامة في جوهرها تعتمد علي الله تبارك إسمه. تعتمد علي إرادته، ومعرفته وقدرته..
فمن جهة الإرادة، هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت،وقد وعده بحياة الخلود. وتحدث عن القيامة العامة بصراحة كاملة وبكل وضوح. ومادام الله قد وعد، إذن لا بد أنه ينفذ ما قد وعد به.
ومن جهة المعرفة والقدرة. فالله يعرف أين توجد عناصر الأجساد التي تحللت وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. وهو يقدر علي هذا كله، جل اسمه العظيم، وتعالت قدرته الإلهية. وبكل إيمان نصدق هذا.
إن الذي ينكر إمكانية القيامة، هو بالضرورة أيضًا ينكر الخلق من العدم، وينكر قدرة الله أو ينكر وجوده.
أما المؤمنون، الذين يؤمنون بالله، ويؤمنون بالمعجزة، ويؤمنون بعملية الخلق، ويؤمنون بالقدرة غير المحدودة للخالق العظيم، فإن موضوع القيامة يبدو أمامهم سهل التصديق إلي أبعد الحدود.
  رد مع اقتباس