عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 05 - 2012, 08:17 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«…إِنَّ الشَّعْبَ الَّذِي مَعَكَ كَثِيرٌ عَلَيَّ» (قضاة2:7)

لكل منَّا رغبة كامنة في ذاته للإهتمام بالأرقام وميلٌ نحو الحكم على النجاح بحسب الإحصائيات. هنالك مقدار من اللامبالاة يلحق بالجماعات الصغيرة، بينما الجماهير الغفيرة تستحوذ على الإهتمام والإحترام. إذاً كيف يجب أن يكون موقفنا تجاه هذه الناحية؟
إن الأعداد الكبيرة يجب ألا تُحتقر إن كانت من ثمار الروح القدس. هذا كان الحال في يوم الخمسين حين انضم إلى ملكوت ﷲ ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد.
ينبغي أن نفرح بالأعداد الكبيرة حين يعني ذلك المجدللهوبركة للناس. إنه ليُلائمنا أن نشتاق لرؤية الجماهير ترفع قلوبها وأصواتها في تسبيح ﷲ وأن نصل إلى العالم برسالة الخلاص.
من ناحية أخرى، تُعتبر الأعداد الكبيرة سيّئة إن كانت تقودنا إلى الكبرياء. كان على ﷲ أن يختزل جيش جدعون لئلا يقول بنو إسرائيل «يَدِي خَلَّصَتْنِي» (قضاة2:7). قال ستانلي جونز ذات مرّة مشمئزاً من اندفاعنا المُعاصر «تهافُتُنا على الأعداد يدفعنا نحو الغرور الجماعي».
تُعتبر الأعداد الكبيرة سيئة إذا كانت تؤدي إلى الإعتماد على القوى البشرية بدلاً من الرَّب. ربما يكمن هذا وراء الإحصاء السكاني الذي أمر به داود (صموئيل الثاني2:24-4)، شََعَرَ يوآب أن دوافع الملك لم تكن نقية واحتجّ ولكن عبثاً.
تُعتبر الأعداد الكبيرة سلبية إن كنا نضطر في سبيل تحقيقها إلى خفض المعايير ونقوم بحلول وسط بخصوص مبادئ كتابية ونقدم تساهلات في الرسالة أو نعجز عن ممارسة نظام إلهي. تواجهنا دائماً تجربة فعل ذلك إن كانت أفكارنا تعتمد على الجماهير بدلاًّ من إعتمادها على اﷲ.
تُعتبر الأعداد الكبيرة أقل مثالية إذا كانت تؤدي إلى فقدان الشركة الحميمة، وعندما يضيع الأفراد في الزحمة، وقد يتغيّبون دون أن يشعر أحد بغيابهم، وعندما لا يشارك أحدٌ بأفراحهم وأتراحهم، عندها يُهمل المفهوم الكلي لحياة الجسد الواحد.
تُعتبر الأعداد الكبيرة سلبيّة إذا كان من شأنها أن تعيق تطوّر موهبة الجسد.
لم يكن إختيار الرَّب يسوع للإثني عشر تلميذاً يخلو من مغزى، فإنه لو إختار جمهوراً عريضاً من الأتباع لصعب قيادته.
لقد كان دستور اﷲ العام أن يعمل من خلال شهادة باقية. إنه لا ينجذب نحو الجماهير الغفيرة أو ينفر من الأعداد القليلة. يجب علينا نحن أيضاً ألا نفتخر بالأعداد الكبيرة، وألا نكتفي بالأعداد الصغيرة إذا كانت هي نتيجة لكسلنا وعدم مبالاتنا.
  رد مع اقتباس