عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 08 - 2012, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,212

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كوكب البريـــة الأنبــا انطونيــوس

دير الأنبا انطونيوس :

فى حوار لقداسة البابا شنودة الثالث مع جريدة الأهرام بتاريخ 7 / 9 / 2003 ذكر قداسته :
دير القديس الأنبا انطونيوس هو أقدم دير فى العالم كله دون مبالغة ، لأن القديس الأنبا انطونيوس هو أول راهب فى العالم ويسمونه أب جميع الرهبان وأحيانا يسمونه أب الرهبنة ، لأنه أول راهب خرج من العالم وعاش فى طقس الرهبنة وجميع الذين أسسوا جماعات رهبانية أو أديرة رهبانية كانت القيادة الأولى من الأنبا انطونيوس ، حياته أو سيرته التى نشرها القديس أثناسيوس فى بداية العقد الرابع الميلادى كتابه " فيتا أنطونى " ، كان سبب انتشار الرهبنة فى روما ، ورحلة جوهان كسيان إلى أديرة مصر كانت سبب نشر الرهبنة فى بلاد فرنسا ، والذى نشر الرهبنة فى العراق وسوريا من تلاميذ الأنبا انطونيوس ، وكان الأنبا مقار الكبير الذى نشر الرهبنة فى وادى النطرون بمصر من تلاميذ الأنبا انطونيوس ، وكذلك الأنبا بيتنودا الذى نشر الرهبنة فى الفيوم . فالأنبا انطونيوس هو الراهب الأول ومؤسس الرهبنة فى العالم وديره من المزارات السياحية المسيحية ذات الشهرة على مستوى العالم ، ويتميز بوجود نبع ماء ينبع من صخر بالجبل وليست مياها باطنية .


موجز رسائل القديس أثناسيوس
عن حياة القديس أنطونيوس
أثناسيوس الأسقف إلى الأخوة فى الأرجاء الأجنبية
لقد دخلتم فى منافسة نبيلة مع رهبان مصر بعزمكم إما على مساوتهم أو التفوق عليهم فى التدريب فى طريق الفضيلة . إذ توجد الآن لديكم أديرة ، واصبح أسم الراهب يلقى احتراما عاما ، لذلك فمن البديهى أن جميع الناس سوف يحبذون هذا العزم الذى سيحققه الله استجابة لصلواتكم .
ونظرا لأنكم قد طلبتم منى أن أقدم وصفا عن طريقة حياة انطونيوس المباركة ، ولأنكم تريدون أن تعرفوا كيف بدأ نسكه ، وأى إنسان كان هو قبل هذا ؛ كيف ختم حياته ، وعما إذا كانت الأخبار التى تروى عنه صحيحة ، لكى تقتدوا أنتم أيضا به ، فاننى بكل استعداد قد قبلت تحقيق رغبتكم ، لأننى اعتبر أن مجرد ذكريات انطونيوس عون كبير لى أنا أيضا وأنا أعرف أنكم عندما تسمعون فإنكم – فضلا عن الأعجاب بالرجل – سترغبون فى الأقتداء بعزمه إذ ترون فى حياته أنموذجا كافيا للنسك لذلك فلا ترفضوا تصديق ما سمعتموه من أولئك الذين نقلوا إليكم الأخبار عنه ، بل اعتقدوا بالحرى أنهم إنما لم ينبؤكم إلا بأمور ضئيلة . لأنهم على أى حال يندر أن يكونوا قد أعطوكم تفصيلا عن موضوع جوهرى كهذا ، ولأننى كطلبكم استعدت من ذاكرتى قليلا من الظروف عنه ، وسأرسل إليكم كل ما أستطيع تذكره فى رسالة ، فلا تتوانوا عن سؤال من يبحرون من هنا ، لأنه إذا ما روى الجميع ما عندهم من أنباء فقد يتعذر أن يكون الوصف مطابقا للحقيقة ، ومن أجل هذا فاننى لدى استلام خطابكم كنت أرغب فى استدعاء رهبان معينين سيما الذين رافقوه كثيرا حتى إذا علمت منهم أية تفاصيل جديدة بعثت بها إليكم ، ولكن نظرا لأن موسم الأبحار قرب على الأنتهاء ، ونظرا لإستعجال حامل خطابكم لذلك أسرعت فى الكتابة إليكم عما أعرفه أنا شخصيا إذ رأيت انطونيوس مرارا وعما استطعت أن اتعلمه منه لأننى لازمته طويلا . وسكبت ماء على يديه ، وفى كل هذا كنت أذكر هذه الحقيقة أنه يجب أن لا يرتاب المرء إذا ما سمع كثيرا ، ومن الناحية الأخرى يجب أن لا يحتقر الرجل إذا ما سمع عنه قليلا .
( 1 )
أود أن تعلموا أن انطونيوس كان مصريا بمولده ، وكان والده من أسرة طيبة ، وكانا يمتلكان ثروة لا بأس بها ، ولأنهما كانا مسيحيين فقد تربى هو أيضا فى نفس الأيمان ، وفى الطفولة مع والديه لا يعرف شيئا آخر سواهما ، ولكنه بعد أن كبر وصار صبيا وتقدم فى السنين لم يطق أن يتعلم الحروف ولم يبال بأن يزامل الأولاد الآخرين بل كانت كل رغبته أن يعيش إنسانا بسيطا فى بيته كما كتب عن يعقوب ( إسرائيل ) وقد تعود حضور بيت الرب مع والديه ، ولم يكن طفلا بليدا ولا احتقرهما لما كبر ، بل كان مطيعا لأبيه وأمه ، مصغيا لكل ما كان يقرأ ، حافظا فى قلبه ما كان نافعا مما سمع ، ومع أنه كطفل نشأ فى حالة متوسطة فأنه لم يتعب والديه بطلب الأشياء الفاخرة ولا كانت هذه مصدر سعادة له ، بل قنع بما وجده ولم يطلب المزيد .
( 2 )
وبعد موت أبيه وأمه ترك وحيدا مع أخت واحدة صغيرة وكان عمره 18 أو 20 عاما ، فألقيت إليه مسئولية العناية بالبيت وبالأخت ولم يمض وقت طويل على وفاة والديه ( ستة أشهر ) حتى ذهب ذات يوم كمادته إلى بيت الرب ، وفى ذلك اليوم ناجى نفسه وتأمل وهو سائر كيف أن الرسل تركوا كل شىء وتبعوا المخلص ( مت 4 : 20 ) ، وكيف ذكر عنهم فى أعمال الرسل أنهم باعوا ممتلكاتهم وأتوا بأثمانها ووضعوها عند أرجل الرسل ، لتوزيعها على المحتاجين ( أع 4 : 34 ، 35 ) ، وكيف وضع لهم رجاءا عظيما فى السماء . وإذا كان يتأمل فى هذه الأمور دخل الكنيسة أثناء قراءة الأنجيل فسمع الرب يقول للغنى " إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء وتعال اتبعنى فيكون لك كنز فى السماء " ( مت 19 : 21 ) ، أما انطونيوس فكأن الفقرة قرأت له خصيصا ، وللحال خرج من الكنيسة وأعطى القرويين ممتلكات آبائه ، وكانت ثلاثمائة فدان من أجود الأراضى ، لكى لا تكون عثرة فى سبيله هو وأخته ، وباقى المنقولات باعها ، وإذ توفرت لديه أموالا كثيرة أعطاها للفقراء ، محتفظا بالباقى لأخته
( 3 )
دخل الكنيسة ثانية وسمع الرب يقول فى الأنجيل " لا تهتموا للغد " ( مت 6 : 34 ) ، فلم يستطع البقاء أكثر من ذلك ، بل خرج وأعطى تلك الأشياء أيضا للفقراء ، وإذ أودع أخته لبعض العذارى المعروفات الأمينات ، ووضعها فى دير ( ولعل المقصود بيت تسكنه العذارى ) لتنشأ فيه ، تفرغ للنسك خارج بيته محترسا لنفسه ومدربا ذاته بالعبر إذ لم تكن هنالك إلى ذلك الوقت أديرة كثيرة فى مصر ، ( والأرجح أن كلمة أديرة تعنى صوامع الرهبان ) – ولم يعرف أى راهب على الأطلاق أى شىء عن البرارى البعيدة ، بل كان على من أراد أن يحترس لنفسه أن يتدرب على النسك فى عزلة بجوار قريته .
ويسرد القديس أثناسيوس فى رسالته هذه قصة إقامة الأنبا أنطونيوس بجوار متوحد مسن عاش عيشة النسك منذ شبابه .
(4 )
( مراقبة الآخرين فى فضائلهم )
وإذ سلك انطونيوس هكذا أصبح محبوبا من الجميع ، وكان يخضع بإخلاص لكل من زارهم من الرجال الصالحين ، وعرف تماما أين كان يفوقه كل منهم فى الغيرة والنسك ، ....
لاحظ لطف هذا وصلاة ذاك بلا انقطاع ، وعرف تحرر هذا من الغضب ورقة ذاك ..
لاحظ هذا وهو يسهر وذاك وهو يدرس ، أعجب بهذا من أجل صبره وقوة احتماله وبذاك من أجل صومه ونومه على الأرض .
راقب باهتمام وداعة هذا وطول أناة ذاك . كما لاحظ تقوى الجميع نحو المسيح ومحبتهم المتبادلة ، وهكذا إذ امتلأ عاد إلى مكان نسكه ، ومن ثم جاهد لأبراز فضائل الجميع فى حياته ، لم يحاول منافسة نظرائه فى السن ، سوى فى هذا الأمر الواحد وهو أنه لم يشأ أن يكون أقل منهم فى الأمور الأسمى ، وهذا فعله بحيث لا يجرح شعور أى واحد ، بل جعلهم يسرون له وهكذا عندما رآه بهذه الحال كل أهل تلك القرية والأشخاص الصالحون الذين تودد إليهم صاروا يدعونه حبيب الله ، ورحب به البعض كإبن ، وغيرهم كأخ .
من ( 5 ) – ( 7 )
يسرد القديس أثناسيوس الحروب التى تعرض لها الأنبا انطونيوس من أجناد الشر الروحية ، فمرات عن طريق تذكيره بالغنى المادى وملذات وشهوات الحياة ، ومرات بظهورهم أمامه بأشكال مخيفة ، أو ببث روح اليأس فى قلبه حتى لا يكمل طريقه ، ولكنه فى جميع هذه الحروب كان يصارع الشياطين بالصلاة ورشم علامة الصليب ، وبالأتضاع كان يقهرهم ، يقول عنه القديس أثناسيوس :
....... وهو على الأقل لم يبال بالماضى بل كان يوما فيوما – كأنه فى بداية نسكه – يبذل مجهودا أشق نحو النمو ، مكررا لنفسه على الدوام قول بولس " أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام " وكان يذكر أيضا الكلمات التى قالها إيليا النبى : " حى هو الرب الذى أنا واقف أمامه اليوم " .. لأنه لاحظ أن النبى بقوله " اليوم " لم يخص الزمن الذى مضى بل سعى باهتمام كل يوم ، وكأنه على الدوام مبتدىء . لكى يجعل نفسه جديرا بالظهور أمام الله ، نقى القلب مستعد دائما للخضوع لمشورته ولـه وحده ، وقد تعود أن يقوللنفسه أن الناسك ينبغى أن يرى حياته فى حياة إيليا العظيم كما فى مرآة .
( 8 )
فى هذه الرسالة يوضح القديس أثناسيوس ارتحال الأنبا أنطونيوس إلى المقابر بعيدا عن الناس ، وعاش فى مغارة ولكن الشياطين لم تطق هذا التقدم الروحى واستمرت فى شن الحروب الروحية ضده .


+ + +




المـــراجــــع :

+ كوكب البرية ... ........... ( القمص كيرلس الأنطونى )

+ رسائل القديس أنطونيوس ...( اصدار دير القديس أنبا مقار )

+ حياة القديس انطونيوس ....... ( رسائل القديس أثناسيوس )

+ قصــــة الكنيسة القبطية ......... ( ايريس حبيب المصرى )
+ الأنبا أنطونـيـــوس ، حتمية روحيــة وكنسية .......
................ ( د . راغب عبد النور )
+ الرهبنـــــــــة ............................ ( للقس يوسف أسعد )
+ تاريخ الرهبنة الديرية فى مصر .. ، وآثارهما الأنسانية على العالم ، ...
( د . رءوف حبيب : مدير المتحف القبطى سابقا )
+ شخصية القديس أثناسيوس الرسولى والجو الكنسى ،

......... ........ .......... .... ( القمص تادرس يعقوب ملطى ) .

+ عصر البابا أثناسيوس الرسولى .... ، ( اعداد أمير نصر )
  رد مع اقتباس