عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 09 - 2017, 06:01 PM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 16,335



توفي وهو ذاهب للمشاركة في القداس…سيرة حياة هذا المدمن الطوباوي جعلتني أفكّر بمعنى حياتي من جديد





توفي وهو ذاهب للمشاركة في القداس…سيرة حياة هذا المدمن الطوباوي جعلتني أفكّر بمعنى حياتي من جديد



لطالما كان مات تالبوت مدمنًا على الكحول تمامًا كما والده وحتّى إخوته. هجر مقاعد الدّراسة وهو لا يزال طفلًا… أمضى سنوات شبابه في العمل لإشباع إدمانه على الكحول ومات وحيدًا بينما كان يسير باتجاه الكنيسة… فوصل إلى السّماء وها هو اليوم يسير على درب القداسة.

تالبوت (1856-1925) ولد في كنف عائلة تتألّف من أب مدمن على الكحول و11 طفلًا. عائلته كانت من الطبقة العاملة في دبلن في وقت كان فيه العمل والغذاء نادرين… تمامًا كما الأمل. حياة تالبوت العائلية لم تكن مستقرة.

افتقر للعلم وانخرط في العمل. عمل في متجر لبيع النّبيذ فسرعان ما تحولت متعة تذوّق النّبيذ إلى محنة من الإدمان على الكحول وهو لا يزال في سن الثالثة عشرة.

أنفق كل راتبه على شراء الكحول حتّى أنّه باع حذاءه مقابل كأس يروي إدمانه الجشع. ضربه والده أكثر من مرّة لإجباره على التّوقف عن الشّرب ولكن ذلك زاد الطّين بلّة.

“كان يريد شيئًا واحدًا في حياته وهو شرب الكحول.” يقول أصدقاؤه. في سن الخامسة عشرة تسوّل تالبوت من أجل الحصول على الكحول وسرق كل ما كان متاحًا لإشباع رغبته بالشّرب حتّى أنّه سرق أموال متسوّل أعمى لشراء الكحول.

حياة الشّاب كانت تسير نحو الهاوية ولا مجال لإنقاذه… هذه الحقيقة كانت واضحة للجميع.

ولكن لا سيء مستحيل لدى الله.

ذات مرّة وبينما كان “مات” في سن الثامنة والعشرين شعر كم كانت السّعادة التي يعيشها سعادة مؤقتة وكم كانت صداقاته كاذبة. يذكر عندما وقف على الطّريق بانتظار أن يتحنن عليه أحد أصدقائه ويعطيه كأسًا بعد أن أنفق كل راتبه على الكحول. إلّا أن أحدًا لم يقدّم له العون ما تركه في مرارة كبيرة وحزن شديد.

مشمئزًا من أصدقائه ومن نفسه ذهب مات إلى المنزل وتعهّد أمام والدته أنّه لن يشرب الكحول بعد اليوم.

القلق ظل مرافقًا والدته خوفًا من أن يتراجع. إلّا أن قلب مات كان أسير البؤس أولًا ومن ثم النّدم وأخيرًا الحب.

توجّه إلى كرسي الاعتراف الذي لم يعرفها من سنوات وعاد إلى ممارسة الأسرار المقدّسة في الكنيسة. وعد بعد شرب الكحول لمدة 3 أشهر ومن ثم 6… فلم يذق طعم الكحول طيلة أيام حياته. عمل بجهد ووهب أمواله للفقراء. ذهب إلى القدّاس بشكل يومي وعاش ببساطة مكفرًا عن أخطائه من خلال قيامه بالأعمال الشّاقة. علّم نفسه القراءة كي يتمكّن من دراسة الكتاب المقدّس وقراءة حياة القدّيسين حيث أصبح فرنسيسكانيًا من الدّرجة الثّالثة.

رغبة شرب الكحول لم تفارقه لحظة إلّا أنّه تمكّن من كبحها لدرجة أنّه حرص على عدم حمل النّقود كي لا ينجر إلى شراء الكحول. فيما ذهب أصدقاؤه إلى الحانة لتمضية الوقت كان هو يقصد الكنيسة. كان يدرك جيّدًا إنّه إن لم يُشغل نفسه بأمور كثيرة سينزلق في متاهة الإدمان مجددًا.

“لا تقسوا على من تعذّر عليه العدول عن الشّرب. فالتّوقف عن الشّرب هو بمثابة إقامة الموتى من حيث الصّعوبة. إلّا أن كلاهما ممكن لدى الله. علينا فقط أن نعتمد عليه.” قال مات.

في أحد الثالوث المقدّس وبينما كان مات متوجّهًا إلى الكنيسة للمشاركة بالذّبيحة الإلهية سقط جسده المنهك من الأعمال الشّاقة وتوقّف قلبه فجأة فأسلم الرّوح على الطّريق دون أن يعلم بأمره أحد إلى أن وجد أحد المّارة جثّته.

حياته كمماته بسيطة وبعيدة عن الأضواء… إلى أن روحه قد أبصرت النّور والمجد.

حياة الطّوباوي مات خير دليل أنّ اتباع المسيح لا يجعل من الفضيلة أمرًا سهل المنال بل أمرًا ممكنًا. سقط يسوع عن الصّليب ثلاث مرّات ليظهر لنا كيفية المثابرة في وقت الضّعف وقد قام مات بهذا الأمر من خلال عيشه في الإدمان من دون السّماح له بالتّحكم بها.

فلنطلب شفاعته للذين يعانون من الإدمان كي يعطيهم الله الشّجاعة ليسلكوا الطّريق الشّاق من أجل الشّفاء.

رد مع اقتباس