عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2015, 07:28 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

هُدب ثوبه _ أوريجانوس

هُدب ثوبه _ أوريجانوس





نازفة الدم وابنة رئيس المجمع

العلامة أوريجانوس





.... هذا هو السرد التاريخي (المستوى الأول للمعنى) لمعجزة إقامة أبنة يايرس ونازفة الدم (لو 8، مت 9).

يجدر بنا أن نتأمل الحدث بإنتباه أكبر وبشكل أكثر تدقيق. لنترك الناس الأكثر بساطة يُعجبون بأعمال الله العظيمة في حد ذاتها، لأن هذه الأعمال تُهذب النفس، حتى ولو تم أخذها بصورة حرفية.


لكننا قادرون أن نمضي قدماً نحو الكشف (المعنى الباطني)، عالمين أن "هذه الأمور جميعها اصابتهم مثالاً وكتبت لإنذارنا نحن" (1 كو 10: 11).


دعونا نصلي إلى الله ونسأل "كلمته" لكي يأتي ويشرح لنا هذه الأمور:

لماذا كان يسوع ذاهباً في أول الأمر إلى ابنة رئيس المجمع وليس للمرأة نازفة الدم التي قابلته على قارعة الطريق؟ ولماذا بالرغم من أنه كان ينوي التوجه أولاً إلى ابنة رئيس المجمع، إلا أنه تمم شفاء هذه المرأة أولاً؟

ابن الله ذهب أولاً إلى ابنة رئيس المجمع اليهودي – أي ذهب أولاً لليهود – ووجدها مريضة تحتضر، لأن تعديات إسرائيل جعلتها تموت.

أما المرأة نازفة الدم التي كانت في الطريق، مملوءة بالنجاسة، التي كان دمائها تسيل "في غير وقت طمثها" (لا 15)، بل في كل وقت، التي كانت مريضة بخطايا كثيرة بلون القرمز (أش 1)، فهي تمثل كنيسة الأمم. وهي قد آمنت بابن الله قبل المرأة الأخرى (اليهود). مشى يسوع قبالتها، وهي تبعته، راغبة في أن تلمس ولو "هدب ثوبه فقط" (لو 8).

إنَّ لوقا أضاف ما لم يذكره متى، أضاف أن ابنة رئيس المجمع كانت اثنتي عشر عاماً. والمرأة نازفة الدم مكثت مريضة أيضاً لمدة اثنتي عشر سنة (لو 8، مت 9). هكذا نرى أن سيل دماء المرأة بدأ عند ولادة الطفلة. هذا معناه أنه طالما المجمع (اليهود) يعيش، فالمرأة (الأمم) تكون في حالة عصيان. وبداية خلاص المرأة (الأمم) يتزامن مع وقت موت الطفلة (اليهود). لأن الفتاة تموت في سن الثانية عشر، والمرأة تؤمن
ويتم شفائها بعد أثنتي عشر سنة من الألم والمعاناة.




"لم تقدر أن تُشفى من أحد" (لو 8)، ولا واحد من الأطباء. لأن كثيرين من الأطباء وعدوا بشفاء الأمم. إذا رأيتم الفلاسفة ينادون بحق ما، فهم أطباء يحاولون تقديم الشفاء. لكن المرأة "أنفقت كل معيشتها على الأطباء، ولم تقدر أن تُشفى من أحد". لكنها عندما لمست هُدب ثوب يسوع – الطبيب الوحيد للنفوس والأجساد - تم شفائها مباشرة، من خلال إيمانها الناري.

عندما نتأمل إيماننا في المسيح يسوع، وندرك مقدار عظمة شخص ابن الله، ومن هو هذا الذي نلمسه، نتحقق أننا لم نلمس بعد إلا جزء قليل من هُدب ثوبه. لكن في نفس الوقت هذا الهُدب يشفينا ويجعلنا نسمع من يسوع:


"ثقي يا ابنة، إيمانك قد شفاك" (لو 8).

وبعد أن يتم شفائنا، سوف تقوم ابنة رئيس المجمع أيضاً. لأن الكتاب يقول: "أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم، وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو 11).







رد مع اقتباس