عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 08 - 2017, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديسة مريم المجدلية

محبتها
موضوع متكامل عن القديسة مريم المجدلية
موضوع متكامل عن القديسة مريم المجدلية
موضوع متكامل عن القديسة مريم المجدلية

لئن كان المال في هيكل مريم القدسي بمثابة الدار الخارجية، والقدس هو الوقت، فالمحبة هي قدس الأقداس، وهنا يطرح المرء قلمه في رهبة وتلعثم وعجز إزاء هذه المحبة النادرة العجيبة، بل هنا يقف المرء في انحناء وخشوع إزاء أنبل ما أراق القلب الإنساني من عواطف على الأرض، قد لا يكون لمريم عمق محبة العذراء، أو علو محبة يوحنا، أو طول محبة بولس، أو عرض محبة بطرس، ولكن من يجاريها في جزالة محبتها وفخامتها وعذوبتها ورعتها وقوة انبعاثها.. حين وقف منها توماس ميلر وحاول أن يدرك كنهها، وسر ما فيها من جمال ورغادة ونور لم يجد لها وصفا أصلح من ذلك الوصف الرمزي البديع الذي وضعه ماثيسون على لسان الكنيسة، وفيه يتمثلها فتاة يحاول رجل - هو العالم - وقد أخذ بجمالها وشذاها أن يردها عن سيدها ومحبها فتجيبه: «إن ما يعجبك في ليس شيئًا أصيلاً بل هو انعكاس... إنه الزرقة تتلون بها مياه البحر، والحمرة تصطبغ بها وجنة الورد، لقد طبعها في قلبي نور عظيم، نور المحبة، لقد رأيت واحدًا حولني، هو الذي أتبعه في الوديان وأرقي وراءه فوق التلال، قال الناس أنه ميت، ولكن هذا ليس حقًا، انه نور أيامي، والأزهار المبثوثة في طريقي، إنه اللحن الذي أتغنى به، ولو أمكنني أن أغني من الصباح حتى الليل لما رددت غير مقطع واحد: «أحبه. أحبه. أحبه».
وفي الجلجثة والبستان بدت هذه المحبة عجبًا حين اتشحت بالحزن وكساها ثوب الألم لقد انتصرت على كل عوامل الضعف البشري، وضربت أمثل الآيات في الوفاء والولاء والتكريس، لقد تابعت المجدلية المسيح في المحاكمة وعلى الصليب وفي القبر، وكامبل مورجان يؤكد بملاحظته الدقيقة، إنها قضت الليل كله تجاه القبر حتى ختم في صباح اليوم التالي، وفي يوم القيامة كانت أسبق الجميع إليه، بل كانت بين أورشليم والقبر جيئة وذهاباً لا تعرف استقراراً وبينما يرجع بطرس ويوحنا مندهشين متعجبين لا تترك هي القبر بل تسكب أمامه دموع المحبة الوفية الحزينة، كما أن رؤياها للملاكين، ومن ظنته البستاني، وحديثها معهما ومعه، يجلان في روعتهما وحقيقتهما عن أسمى خيال طرق فكرًا بشريًا،... لقد تعلمت من المجدلية كيف تنتصر المحبة على الخوف والرهبة، وكيف تعلو على الجبن والمصانعة، وكيف ننسى الأعياء والتعب، وكيف تنفرد بالولاء والشهادة المنتصرة في أدق الظروف، لقد تعلمت منها كيف أقف إلى جانب مخلصي، حتى ولو انفض الجميع من حوله، وبدا الليل قاتمًا حالكًا مظلمًا، وأن أسعى إليه لأعبر له عن ولائي، ولا انتظر غيري سعي أو لم يسع، وأن تكون محبتي متحركة نشطة ملتهبة لا تعرف السكون أو الصمت أو الجمود، وألا يؤثر فيَّ رجوع الجميع عنه حتى ولو كان بينهم أفضل تلاميذه، بل وأن يكون لي من قوة الحب، ما يشغلني عن منظر الملائكة مهما كان جميلاً، وعن حديثهم مهما كان عذباً، بل لقد تعلمت منها أن أنسى ضعفي وخوفي وقصوري ونقصي وانفرادي، وأن أشهد له وأعترف به وأسعى إليه، في أية حالة كنت وكانت الظروف حولي.
ضع هذه العبارات أمامك: «فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد.. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاة القبر». «وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر والظلام باق». «فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه». «فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي». «فظنت تلك إنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه».. ضعها أمامك ترى جلال محبة مريم وعظمتها.
  رد مع اقتباس