عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 10:50 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الرد على الأريوسيين- 2 - الآيـات الـتى ورد فـيهـا كـلـمـة أعـطى أو أخـذ..البابا شنودة

محاضرة قداسة البابا المعظم
الأنبا شنودة الثالث
فى اللأهــــوت المـقارن



بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين



محاضرة يوم الثلاثاء المبارك الموافق 27 / 11 / 2007







الـرد عـلى الأريــوســـــيـيـن



*الآيـات الـتى ورد فـيهـا كـلـمـة أعـطى أو أخـذ *




كنا بدأنا معكم فى الآيات التى يسئ الأريوسيون فهمها واعتبروها ضد لاهوت المسيح وأخذنا الآية ( هل يعرف الابن تلك الساعة ) وأخذنا الآية ( لأن أبى أعظم منى ) .

كنت وعدتكم فى المحاضرة السابقة بناء على سؤال أحدكم عن الآيات التى نص فيها أن السيد المسيح ( أعطى ) شئ من الآب أو أنه ( أخذ ) شيئاً من الآب ، وسنناقش هذه الآيات وما هو الفكر الأريوسى .

فى ( مت28 :18 ) السيد المسيح يقول : ( دُفع إلى كل سلطان مما فى السموات وعلى الآرض )
وهم يقولون ما دام دُفع إليه إذاً ( لم له سلطان قبل ذلك ) .

فى ( مت11 : 47 ) ( دُفع إلى كل سلطان من أبى ) وفى ( يو 3: 35) ( الآب يحب الابن وقد دفع كل شئ فى يده ) وفى ( يو5: 22) ( الآب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن ) فاعتبرا أن الذى يعطى فى مركز أكبر من الذى يأخذ العطية .

وفى ( يو 5 : 26 ) يقول : ( كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة فى ذاته ) فإذا كان الحياة أخذها كعطية يكون غير مساو للآب ، الفكر الأريوسى أن يقولوا كلمة (أخذ) أو ( أعطى ) معناها أنه أخذ شيئاً لم يكن له من قبل ، أو أخذ شيئاً كان ينقصه ، ما دام كانت تنقصه شئ إذا ليس له كل أسباب المجد ، لان الله كامل فى كل شئ فكيف يكون الابن ينقص هذا الشئ ؟ وأيضاً أخذ من الآب إذا ليس مساوياً للآب الذى يعطى !

نريد أن نرد على هذا الكلام .


طريقة الآباء أنهم يتكلمون أولا عن الرد الإيجابى من ناحية الآيات الموجودة فى الكتاب التى تدل على عكس هذا الكلام , فمن ضمنها مثلاً فى ( يو 16 : 15 ) يقول السيد المسيح : ( كل ما للآب فهو لى ) إذا ما دام ( كل ما للآب هو له ) إذا هو لم يأخذ شئ ، وما دام كل ما للآب هو له إذاً لا ينقصه شئ .

آية أخرى فى ( يو 5 : 19 ) يقول المسيح عن الآب : ( مهما عمل ذاك { أى الآب } فهذا يعمله الابن كذلك ) مساواة فى القدرة والعمل .

ثم بعد ذلك يقول فى بعد التفاصيل فى ( يو 5 : 19 ) ( كما أن الآب يقيم الموتى ويحيى كذلك الابن يحيى من يشاء ) أى مثل الآب تماماً إذا كان الآب يقيم الموتى ويحيى كذلك الابن يحيى من يشاء ، وهذا معناه أنه متساوى مع الآب فى القدرة وفى المشيئة ، يقول : ( من يشاء ) ، وطبعاً هنا يقيم من الموتى ويحيى لأن إقامة الموتى هى العمل السابق للدينونة ، أى أنه بعد أن يقيمهم يدخلون الدينونة والحساب والدينونة له ، كل الدينونة للابن كما ورد فى ( يو 5 : 22 ) ، ثم أيضاً يقول :

( لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب ) ( يو 5 : 22 ) ، مساواة فى الإكرام بين الآب والابن ، وهذا لا يمكن أن ينم إلا لو كان هناك مساواة فى اللاهوت .

هنا ونقول أن الاهوت كامل فة كل شئ ، يمكن بعض الآيات تؤحذ عن الناسوت ، أى عن حالة المسيح فى ناسوته ، مثلا كما يقول ( مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم ) كما ورد فى ( يو 17 ) ( مجدنى أنت ) أى مجد ناسوتى ( بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم مجد اللاهوت ) ما دام قبل كون العالم لا يوجد ناسوت ، لم يكن متجسداً وقتها فهناك أشياء تؤخذ من الناحية الناسوتية هذا ممكن .

ثم ندخل فى مسألة أخرى ، فى موضوع ( يعطى ) هناك نوعان من العطاء :

( 1 ) عطاء حسب الطبيعة
( 2 ) وعطاء حسب النعمة

العطاء الذى يكون حسب النعمة أن يُعطى لشخص شء لم يكن له ، فيكون قد أ ُنعم عليه بهذا الشئ ، لكن الذى بحسب الطبيعة يكون هو طبيعته كذلك ، ونأخذ على ذلك ثلاثه أمثلة نشرحها
ومن له أدنان للسمع فليسمع :

( 1 ) لما أقول الشمس تعطى أشعتها ضوءاً وحرارة ، هل الشعاع لما خرج من الشمس لم يكن له ضوء أو حرارة والشمس أعطته فيما بعد ؟ أم هو بطبيعته أن خرج من الشمس فيه ضوءاً وحرارة ، عطاء حسب الطبيعة وينسب كذلك ( فى اللغة ) .

( 2 ) مثال آخر ، العقل الذكى يعطى الفكر الخارج منه ذكاء ، هل الفكر الخارج منه لم يكن له ذكاء ثم أعطى له ذكاء فيما بعد ؟ لم يكن له ذكاء ثم بدأ أن يأخذه ؟ أم أنه بطبيعته لابد أن يكون فيه هذا الذكاء لكن يُقال هذا الكلام : العقل أعطى الفكر الخارج منه ذكاء . أخذ الذكاء حسب الطبيعة وليس نعمة لأن هناك شيئاً كان ينقصه .

( 3 ) مثال ثالث ، الأب يعطى ابنه شكله أو فصيلة دمه ، ملامحه ، أشياء كثيرة بالوراثة فهل هذه الأشياء لم تكن للابن وبعد أن وُلد أعطى له هذه الأشياء ، من لحظة ولادته وهذه الأشياء له ، اسمه عطاء بالطبيعة وليس عطاء بالنعمة .

كذلك الابن ، ابن الله بالنسبة للآب ، له كل صفات الآب بالطبيعة .

نقطة أخرى قالها الآباء القديسون ، قالوا أن الذى يأخذ شيئاً لم يكن له ممكن أن يفقده ، نفرض أنك تأخذ عقار ليس لك ، مال ليس لك ، منصب ، عمل . . . الخ ، فالذى تأخذه وليس لك ممكن أن تفقده ، ممكن تفقد المال والعقار والوظيفة وكل شئ لكن السيد المسيح لم يأخذ شيئاً وفقدها ، لأنها كانت له منذ الأزل .

ونستطيع أن نقول أن السيد المسيح كل ما أخذه من مجد ومن قوة ومن سلطان كان له منذ الأزل فى طبيعته اللاهوتية ، لماذا ؟ لأن الكتاب يقول فى ( كو 2 : 8 ، 9 ) لأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ، أما موضوع الأخذ وغيره هذه ظهرت فى طبيعته الناسوتية أو أن الصفات التى فى لاهوته ظهرت فى ناسوته .

ثم نناقش بعض الآيات التى يقولونها ، ( الآب دفع كل شء للابن ) لا نأخذها بالحرف ، الحرف يشوش التفكير ، لما نقول دفع كل شئ للابن أى أن الآب لم يعد عنده كل شئ ، كل شئ ذهب إلى الابن !! لكن التفسير الصحيح هو أنه دفع كل شئ للابن وبقى كل شئ عنده أيضاً ، الآب دفع كل شئ للابن وبقى كل شئ مع الآب ، مثلما أقول لك أنا أعطيتك فكراً ، ليس معناها أنه عندما أعطيت الفكر ضاع الفكر من عقلى ! وأصبحت من غيره ، لكن الفكر يخرج من العقل ويعبر قارات ومحيطات ومع خروجه من الذهن يبقى داخله ، فلا تأخذه بحرفية .

القديس أثناسيوس يتكلم عن الآية التى تقول ( دفع كل شئ للابن ) ويقول أن معنى الآية أن الابن ليس ككل شئ ، كل شئ دُفع إليه ، فهو غير كل شئ ، فهو غير كل المخلوقات الموجودة .
ويقول أيضاً أن الآب يمارس كل أعمال عن طريق الابن ( عبارة مهمة ) ، ما معنى هذا الكلام ؟ أى أن الله هو الخالق ، فى البدء خلق الله السموات والأرض ، لكن خلق بالابن ، لأن الابن ( كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان ) وفى العبرانيين يقول : ( هذا الذى به خلقت العالمين ) ويقول : ( كل شئ به وله قد خـُلق فالآب هو الخالق لكن يخلق عن طريق الابن ) .

ممكن هنا سؤال : ماذا يعنى أن الآب يخلق عن طريق الابن ؟
تفسيرها بسيط ، فى ( 1 كو 1 ) يقول : ( المسيح الذى هو قوة الله وحكمة الله ) فالله خالق كل شئ بقوته وحكمته ، يكون إذاً خلقه بالابن لأن الابن هو قوة الله وحكمة الله ، وأيضاً نقول الابن هو اللوغوس ، ( فى البدء كن اللوغوس واللوغوس كان عند الله ) اللوغس التى ترجمها خطأ القديس جيروم وقال ( الكلمة ) وقال فى البدء كان ، أنا لما أصلى هذه القطعة فى صلاتى أقول : فى البدء كان اللوغوس و اللوغوس كان عند الله . . . الخ .

اللغوس بالضبط تعنى نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق ، ومن كلمة اللوغوس جاءت كلمة Logic ( المنطق ) والمنطق ليس معناها ( النطق ) لكن معناها ( النطق المعقول ) أو العقل المنطوق به .

فمن جهة الخلق الآب يخلق بواسطة الابن ، الآب يخلق بعقله الناطق ، الله يخلق بقوته وحكمته والابن هو قوة الله وحكمته .
فمثلاً الآب يحيى من يشاء ، كيف ؟ بالابن ، الله هو الذى يدين العالم كله كيف ؟ بالابن لأن كل الدينونة للابن ، الآب لا يدين أحد بل أعطى كل الدينونة للابن .

إذا لم يأخذ شيئاً ليس له إنما هو يمارس أعمال الآب .
آية أخرى نشرحها ، ( أعطى الابن أن تكون له حياة فى ذاته ) فهل الابن لم تكن له حياة فى ذاته والآب أعطاه حياة فى ذاته ؟ فى إنجيل يوحنا يقول : ( فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ) والمسيح يقول : ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) ويقول : ( أنا هو القيامة والحياة ) إذا كان هو الحياة وفيه الحياة فكيف أخذ حياة فى ذاته ، هنا أخذ حياة بطبيعته ، فلم تـُعطى له حياة خارجة عنه ، هو حى بذاته وهو مانح الحياة وهو يحيى من يشاء ، حتى أنه بعد موته أخرج الراقدين على الرجاء وأدخلهم إلى الفردوس ، فهو كان حياً بعد موته ، كان حياً بلاهوته وإن كان الموت قد لحق بالجسد ، لكن كان حياً بلاهوته .

موضوع ( دفع إلىً كل سلطان ) ، إذا كان المسيح فى تجسده دُفع إليه كل سلطان إذاً هو فى تجسده أعظم مما كان ذي قبل ، لأنه بعد التجسد دًفع إليه كل سلطان ! ! ! وهذا مستحيل ، إنما السلطان كان فى لاهوته ، ثم مارسه بناسوته ، فممارسته بناسوته قيل عنها أنه دفع إلىً كل سلطان لأنه هو بلاهوته فيه السلطان ، ليس فقط هكذا ، أيضاً كان له سلطان فى شفاء المرضى وإخراج الشيطان وانتهار البحر والأمواج ، له سلطان ، ويضاف إلى ذلك أنه أعطى ذلك السلطان إلى تلاميذه ، فالذى يعطى غيره السلطان ألا يكون له سلطان فى ذاته ؟ إذاً السلطان الذى للاهوته مرسه بناسوته. نكـتـفــــــى بـهـذه الأشياء .

رد مع اقتباس