(( " وَمَنْ لَيْسَ لَهُ سَيْفًا." كانت هناك عقبة كبيرة في فهم السبب من وراء توجيه يسوع لتلاميذه بتسليح أنفسهم ، كما لو كان غرضه هو الدفاع . فمن الثابت المؤكد أن روح شريعته تعارض استخدام السيف ، وأنه لم يكن غرضه الدفاع عن نفسه ضد اليهود . فمن الواجب الإدراك والوعي بأن هذه التعليمات بشأن الكيس والمزود والسيف قد تم ذكرها ليس فيما يتعلق بأمر القبض عليه وإقتياده في البستان إنما في إشارة إلي حياتهم المستقبلية . فكان قد دنا وقت التجربة في بستان جثسيماني وأوشكت علي الحدوث ، وبالتالي لم يكن هناك وقت ، إن لم يكن يوجد سبب آخر ، للذهاب وإجراء عملية الشراء. إن ذلك يشير بالإجمال إلي حياتهم المستقبلية . فكانوا يذهبون ويتنقلون في خضم المخاطر . و كانت البلاد موبوءة باللصوص والوحوش البرية .وكان من المألوف والشائع لدي الناس الذهاب والتنقل مسلحين . فهو يروي لهم تلك المخاطر وبضرورة الإستعداد بالوسائل المعتادة لمواجهتها. فبالتالي لا يمكن إعتباره أمراً محدداً ولا واقعياً بشراء سيف بل تنبية وإشارة إلي المخاطر الكبيرة التي كانت أمامهم ، وتغير وتيرة وشكل حياتهم ، وبأنهم سوف يكونوا في حاجة إلي الإجراءات والأحكام والإحتياطات التي تلائم ذلك النمط من الحياة . والإعداد التقليدي لذلك الأسلوب من الحياة كان يتضمن المال ، والمؤونة ، والأسلحة ، وهو يتنبأ لهم عن ذلك النهج من الحياة من خلال منحهم تعليمات مفهومة ومعروفة بشكل عام بأنها ملائمة لها . إذاً فهي تعد نبؤة أنهم سيرتحلون ويغادرون قريباً الأماكن التي اعتادوا الإختلاف إليها ويذهبون إلي مواضع الفقر والعوز والخطر ، حيث يشعروا فيها بأهمية المال والمؤون ووسائل الدفاع .
" فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ " والمغزي ، فليشتر سيفاً بأي ثمن ، حتي لو اضطر إلي بيع ردائه مقابل ذلك ، في إيعاز وإشارة إلي أن الخطر سيكون ملحاً وعظيم جداً .