فيا للخوفِ الذي لحقه ويا للرعدةِ، وما أعظم الصراخ الذي صرخن به في تلك الساعةِ وبدأن يقبِّلن رجلي ذلك اللص، قائلات له: «يا أبانا، مباركةٌ الساعةُ التي دخلتَ فيها إلينا».
أما اللصُ، فقال: «يا ويلي، ويا غربتي من اللهِ، إذا كان باسمِ أنبا دانيال، تُفتح أعينُ العميان، فكم تكون عظمة ذلك الذي يعمل عملَ الربِّ، ويلي، كيف ضيعتُ زماني في عملِ النجاسات، وحق صلاة أنبا دانيال، من الآن، لن أرجعَ أسلك الطريقَ التي كنتُ أسلكها»، وكان يقول هذا، وهو يبكي، وينتف شعرَ لحيته.
أما العذارى، فكن يكررن عليه القولَ: «مباركةٌ الساعةُ التي حضرتَ فيها إلى ههنا»، وأما هو فكان يقول: «بالحقيقة إنها ساعةٌ مباركةٌ».