عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 06 - 2017, 10:41 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 348,970

أيقونة ”المحبة الحاضنة


أيقونة ”المحبة الحاضنة


أيقونة ”المحبة الحاضنة






أيقونة ”المحبة الحاضنة“ او الارحب من السماوات ..
توجد أيقونة جميلة تُسمَّى باليونانية: platytera ton ouranon. وهذه الأيقونة منتشرة في الكنائس البيزنطية في كل أنحاء العالم، وهي توضع في أعلى مكان داخل الكنيسة وفي القبة الرئيسية .
وقبة الكنيسة تمثِّل السماء، حيث المسيح جالس عن يمين الآب.
ولكن المُلفت للنظر أن تُصوَّر العذراء القديسة مريم في الأيقونة وهي تُحيط بالمسيح. لكن صورة المسيح تظهر في مقدمة الأيقونة، بينما صورة العذراء في الخلفية، وهذا يتناسب مع كَوْن المسيح هو الأول في كل شيء. فالمسيح يظهر في الأيقونة وهو في مركز مُقلة عين الناظر للأيقونة، جالساً في حِجْر العذراء القديسة. وهنا تظهر دقة التعبير في اللحن الكنسي ”افرحي يا مريم“: ”لأن الذي في حِجْرك الملائكة تُسبِّحه“. فهو مركز تسبيح الملائكة وكل السمائيين.
هنا يظهر التوازن في نظرة الكنيسة الأرثوذكسية لمكانة ودور القديسة العذراء مريم. فللقديسة العذراء مريم دورها الأساسي والحيوي من جهة علاقتها بالمسيح. فالمسيح ما كان ليُولد بـدون طاعتها الحُرَّة لله: «ليكن لي كقولك» (لو 1: 38). فمقام القديسة العذراء مستمدٌّ من شخص المسيح الذي وَلَدَتْه، فهي تأخذ مكان العرش الذي من عليه يملك المسيح. فالعذراء في الخلفية، والمسيح في المقدِّمة. هذا الوضع يُعلِن عن اتضاع العذراء، ولهذا تُظهِر الأيقونة كرامة العذراء، التي عبَّرت عنها كلمات العذراء في التعظمة: «رَفَعَ المتضعين» (لو 1: 52).
والموضع الهندسي للعذراء في أيقونة ”المحبة الحاضنة“ تُعلِّمنا بشدة بأنَّ العذراء هي الشخص البشري الذي بواسطتها قد اتَّحدت السماء والأرض في المسيح الذي وَلَدَتْه، لأن وضع الأيقونة في قبة الكنيسة (التي تُمثِّل السماء) يتلاقَى مع أرضية الكنيسة على الأرض.
يدا العذراء في الأيقونة :
+ في هذه الأيقونة تظهر يدا العذراء مفتوحتين وممدودتين. وهذا يُعبِّر عن وقوفها وهي في وضع الصلاة. فنحن نعرف وبوضوح أنَّ العذراء القديسة هي قائمة في السماء في وضع الصلاة الدائمة من أجلنا، كمثل الأُم الصالحة التي تطلب من أجل أبنائها (ونحن أخذنا هذا اللقب من كلمة المسيح للعذراء عن يوحنا الحبيب: «هوذا ابنُكِ»؛ و«هوذا أُمُّكَ» - يو 19: 27،26، إشارة إلى يوحنا الحبيب وكل المؤمنين من بعده].
وفي نفس الوقت فإنَّ ذراعيها المفتوحتين يمكن أن نراهما وكأنهما في وضع عناق الأُم لأبنائها. ومن وجهة نظر روحية، ليس أحدٌ غيرها يمكنه أن يكون في وضع العناق لأبنائها المؤمنين.
وايضا كمثل أيِّ أُم صالحة، فإنَّ أُمَّنا الكنيسة تعتني بكل احتياجاتنا. ففي الكنيسة، نجد كل احتياجاتنا. فهي تُطعمنا بـ «خبز الحياة» (يو 6: 35)، وتُلبسنا ”ثوب عدم الفساد“ و”رداء البر“ (إش 61: 10)، وتُطهِّرنا من خطايانا (أع 22: 16)، وتغسلنا ”بغسل التجديد والميلاد الثاني“، وتروينا من ”ينبوع الحياة“، و”تُظلِّل علينا“ بجناحيها (مز 17: 8)، وتُوفِّر لنا المكان حيث نجد ”راحة لنفوسنا“. وهذه الأُم الممتلئة بالرحمة والمحبة غير المشروطة هي دائماً متهيِّئة ومنتظرة رجوعنا؛ بل هي بالأكثر جاهزة كل وقت لتُعانقنا (مثل الأب لابنه الراجع من كورة الخطية - لو 15: 20).
كل هذا نجده في طريقة تصوير القديسة العذراء مريم والمسيح على حِجْرها يرفع يده بالبركة، حاملاً الرسالة البسيطة: ”تعالَ لأحتضنك بالمحبة الكاملة غير المشروطة“.
رد مع اقتباس