عرض مشاركة واحدة
قديم 09 - 10 - 2018, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

(2) الغيرة والتذمر
ومع هذا الفرح الذي ناله العشارين والخطاة، نجد هناك غيرة ليست في محلها، لأن الفريسيون والكتبة تذمروا، لذلك في هذا المثل عند عودة الابن الضال والفرح الذي أقيم نجد أن الرب كشف مشكلتهم الحقيقية، في أنهم نظروا لأنفسهم من جهة أنهم عاملين خاضعين لله، فهم الأولى بأن يجلس معهم بشكل مُميز ويُكلمهم ويُقيم شركة معهم أكثر من هؤلاء المتغربين عن الله، لذلك علينا أن نقرأ باقي المثل في هذا الإطار:
+ وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ (يعمل). فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً. فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هَذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. (لوقا 15: 25 – 32)
ومن هنا نفهم كلام الرب عن الفرح في السماء، بكونها تفرح بخاطي واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون إلى توبة، وهذا ليس معناه أنهم أقل من هؤلاء التائبين أو ليس لهم قيمة أو اهتمام، الفرق أن الأبرار الذين لا يحتاجون إلى توبة أنهم مع الله في كل حين وكل وقت فهم لم يتركوه ومضوا، فلا خوف عليهم من شيء لأنهم محروسين بقوة الله، وكل ما هو لهُ هو لهم، وليسوا في حاجة لعطايا تُعطى أو احتفال بوجودهم في حضرته، لأنهم جالسين على مائدته ولهم شركة معهُ في النور، وهذا يختلف عن الاحتفال بعودة الضال الذي تشرد وذهب بعيداً فعاد بملابس ممزقة يحمل آلام الغربة ووجع الفراق، حاملاً في نفسه هماً وغماً ثقيلاً مع جراح شديدة الخطورة، لذلك الفرح كان بالميت الذي عاش والضال الذي وُجِدَ، الذي ينبغي أن يُغتسل وتُرد إليه زينته الأولى، ويظهر كابن يليق بالحضرة الأبوية، لأن لا ينبغي للأبناء أن تجلس وسط الأسرة بغير ما يليق بها من مكانة، فالأبناء الذين لم يضلوا فهم يعيشون طبيعياً حسب مكانتهم، أما الذين أتوا بملابس ممزقة وأجساد متسخة وفي حالة رديئة ووضع مزري، يحتاجون للتجديد والاحتفال بعودتهم لتطيب نفوسهم ويفرحوا بعد الضيق المُرّ وغم الشقاء الذي رأوه وعاشوا فيه من جهة الخبرة المؤلمة جداً، الجارحة لنفوسهم المُحطمة.
  رد مع اقتباس