عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2019, 11:01 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,766

لكي تعرف الله على حقيقته

الله لا يُعرَف. هو يعرِّف عن ذاته.
لا يستطيع الإنسان أن يعرف الله،
بقدراته البشريّة المحدودة.
هو يتلمّس وجوده، يتحسّس شيئاً من صفاته،
ولا يعرفه معرفة كيانيّة، حقيقيّة،
إلا بتدخل إلهيّ،
وهذا يحتاج إلى نفوس نقيّة
وبارّة ومتواضعة،
حتّى تراه وتتجاوب معه.


الله يُعرَف بالحب.
برهان وجوده مرتبط
ببرهان فعله فيك وفي الكون.


قيل قديماً: "أرني إلهك"، أرني البرهان على إلهك.
صفات إلهك تُرى بواسطتك: كيف تسلك،
كيف تتصرف، كيف تواجه العالم،
ما هي أخلاقك؟…


يقول القدّيس سمعان اللاهوتي الجديد:
“أيّها العالم غير المنظور، نحن نراك،
أيّها العالم غير الملموس، نحن نلمسك،
أيّها العالم الممتنعة معرفته، نحن نعرفك،
أيّها العالم المحتجز إدراكه، نحن نمسك بك”.


هذا يستلزم عيوناً روحيّة ترى ما لا يُرى بعيني الجسد فقط.
هذا يُعطى لمن لطّفت النعمة الإلهيّة أهواءهم، فاستنارت بصيرتهم الداخليّة.
كيف لقاسي القلب، مثلاً، أن يتحسّس أفعال الرحمة؟
وكيف لمَن أعمت الغيرة قلبه، أن يرى الصلاح الذي في غيره،
وهو يتمزّق غيرةً وتحرّقاً وحسداً وكراهية؟!


لكي تعرف الله على حقيقته
يلزمك حبّاً.. وتواضعاً.. وحسّاً إنسانيّاً مرهفاً.
تعرفه بقدر ما تعاشره، ويكون حاضراً فيك.
ولا تعاشره حقّاً إلا إذا كنت مُخلِصاً،
حتّى المنتهى، لوصاياه وتعاليمه،
آنذاك يظهر فعله فيك،
وإلا فأنت تعبد ذاتك متوهّماً إيّاها إيّاه،
وتغلق، بذلك، الطريق أمام فعل قدرته فيك.


"الله يمكن معرفته في كلّ مكان،
لأنّه حاضر في كلّ مكان.
وحتّى يمتلك الإنسان هذه المعرفة،
فإنّ المدارس والكتابات اللاهوتيّة ليست كافية قطعيّاً.
ولكن متى كان حاضراً معنا،
فإنّ المعرفة الحقّة تخترق، وبشكل لا يُفسَّر،
كياننا كلّه"..!!
رد مع اقتباس