عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 01 - 2019, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي

+ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ
لا نستطيع أن نفهم هذه الآية إطلاقاً مستقله بذاتها، لأنها بدأت بكلمة لأَنَّ السببية التي تؤكد على ترابطهما معاً ويستحيل فصلهما، فالآية هنا تُظهر السبب للأفعال والتصرفات الموجودة في الآية السابقة، لذلك ينبغي أن نضع الآيتان مع بعضهما البعض لنفهمهما في إطار سليم حسب القصد الظاهر فيهما:
v لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.

لأن = ×›ض´ض¼ض½×™ = because = إذْ؛ بسبب؛ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ
فالأشرار لا يقوموا في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار (بسبب، أو إذ، أو ومن أجل ذلك السبب): أن الرب يعلم طريق الأبرار.
يعلم = ×™ض¸×“ض·×¢ = يعرف – يرى بوضوح – يُميز بدقة متناهية (تمكن وكفاءة) – فهم واضح – ملاحظة دقيقة – مراقبة وفحص وكشف – تأكيد واضح.

فالكلام هنا يتجه نحو رؤية الله وقيادته الخاصة وتأييده وحكمه المستقيم [وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِبِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ – مزمور 9: 8]، لأن عيناه كما رأينا – في الشرح السابق للآيات – كلهيب نار تفحصان أستار الظلام، ويعلم علم متسع واضح فهو كاشف القلوب ووازنها بميزان كلمته الخاص، لذلك يُميزها تميزاً، ويفصل في جميع الأمور بدقة متناهية للغاية، لذلك قال الرب نفسه: وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ، خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا (خ³خ¹خ½دژدƒخ؛د‰) فَتَتْبَعُنِي (يوحنا 10: 26 – 27).

وهنا واضح التمييز والمعرفة الدقيقة والاعتراف والفصل بين الكذب والصدق، مثلما يُميز تاجر الذهب واللآلئ النفيسة ما بين الأصلي والمغشوش، فالله وحده من يعرف خفايا القلب المستترة، ويفصل بين الخراف والجداء، ويؤيد الخراف الخاصة لأنها وحدها من تسمع صوته وتطيعه، لأن المسيح الرب هو القائد، فهو لا يقود الغاش بل يعزله [اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ؛ تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ؛ لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِيناً – أمثال 12: 20؛ مزمور 5: 6؛ إرميا 9: 8]، بل يقود قطيعه الخاص المستمع إليه ليظهر بهم رائحة معرفته في كل مكان.
  رد مع اقتباس