3- اعتماد العهد الجديد للاقتباس من العهد القديم
لقد رأينا أن الرب يسوع المسيح تمسك بأن العهد القديم برمته كان معصوماً عن الخطأ، وسوف نرى الآن أن الرسل شاطروه هذا الإيمان. وهم يقتبسون عن العهد القديم بكل سهولة ناظرين إلى اقتباساتهم ككلمة الله بغض النظر عن كون الكلمات الأصلية منسوبة إليه تعالى مباشرة أم لا، وطريقتهم ترينا أن الله كان معتبراً المتكلم في كل أسفار العهد القديم. ففي (الرسالة إلى العبرانيين 3: 7) يقتبس الكاتب كلمات صاحب المزمور ناظراً إليها ككلمات الروح القدس:
"لذلك، كما يقول الروح القدس، اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر" (مزمور 95: 7)
وكذلك في (سفر الأعمال 13: 35) نرى أن كلما داوود في (المزمور 16: 10) ينسبها الرسول بولس إلى الله:
"ولذلك قال أيضاً في مزمور آخر: لن تدع قدوسك يرى فساداً".
وفي (الرسالة إلى رومية 15: 11) ينسب أيضاً كلام داوود إلى الله:
"سبحوا الرب يا كل الأمم، حمدوه يا كل الشعوب" (مزمور 117: 1).
وفي (أعمال الرسل 4: 24و25) ينسب الرسل كلمات المزمور الثاني إلى الله:
"أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، القائل بفم داوود فتاك: لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل؟".
ونلاحظ نفس التعليم بخصوص مزمورين آخرين في (الرسالة إلى العبرانيين 1: 7و8)، وفي (رومية 15: 10) ينسب كلام موسى إلى الله تعالى:
"ويقول أيضاً تهللوا أيها الأمم مع شعبه" (تثنية 32: 43).
كل هذه الاقتباسات تظهر بوضوح أن الرب يسوع المسيح والرسل اعتبروا أن آيات العهد القديم هي نفسها صوت الله الحي بالذات.