3- المميز الثالث لشخص الفادي هو أن يثبت بالتجربة كماله بعصمته عن الخطية :
خلق الله آدم الأول في حالة البر والقداسة والكمال , لكن آدم الأول أصغى لصوت الحية , وسقط في الخطية وهكذا أسقط معه الجنس البشري كله باعتباره رأسه والنائب عنه !! وكان لابد اذاً من وجود شخص خال من الخطية , يثبت بالامتحان أنه معصوم عنها , وقد انتصر عليها , حتى يستطيع أن يفدي البشر الرازحين تحت سلطانها !! فهل استطاع نبي من الأنبياء أو رسول من الرسل أن يحيا في عصمة من الخطية طوال حياته ؟ الكتاب المقدس يقرر لنا أنه ((لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحا ولا يخطئ)) جا 10:7
أما شخص المسيح الكريم فقد قضى حياته كلها دون أن يفعل خطية كما يشهد عنه بطرس الرسول قائلا ((الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر)) 1 بط 22:2 فقد عاش على أرضنا الذي استشرى فيها وباء الخطية أكثر من ثلاث وثلاثين سنة , وأحاط به الأشرار في كل مكان , فأكل معهم وتحدث إليهم , وجرب من إبليس في البرية وفوق الصليب لكنه دحر إبليس في كل معركة , ولم يستطع أحد أن يلوث حياته بمسة من إثم , ولذلك يقول عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين ((مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية)) عب 15:4 ويتحدى له المجد الفريسيين الذين كرهوه , وفتحوا عيونهم علهم يرون في حياته نقطة ضعف , أو لمحة خطيئة قائلا لهم ((من منكم يبكتني على خطية)) يو 46:8 !! فهل استطاعوا أن يجدوا فيه شراً !! كلا ! إنهم هربوا من أمام نور وجهه في خوف ورهبة !
وبيلاطس الوالي الروماني يقرر عنه هذا التقرير الرسمي الواضح ((لست أجد في هذا الإنسان علة))
هو اذاً الظافر المنتصر , الذي أثبت بالامتحان الصعب ظفره وانتصاره, وجاز الامتحان في نجاح تام عجيب , ولذا فهو وحده الذي يقدر أن يفي العدالة حقها , وأن يخلص البشر الساقطين , ويعين المجربين