الموضوع: شخصية المصلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,891

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية المصلوب

1- المميز الأول لشخص الفادي هو أن يكون مساويا لمن يفديهم :


فالفادي الذي يتصدى لفداء البشر يجب أن يكون إنساناً , له جسم من اللحم والدم , وعلى هذا فان أي ملاك ليس في مقدوره أن يقوم بعملية الفداء , لأن الملاك روح , وهو في مركز يخالف مركز البشر , ولذا فهو لا يستطيع أن يفديهم
وكذلك الحيوان لا يصلح لفداء البشر , لأنه ليس منهم ولا في درجتهم ولذا فان دمه لا يرفع خطاياهم كما يقول كاتب العبرانيين ((لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر)) عب 4:10
اذاً فلماذا أمر الله بني إسرائيل بتقديم الذبائح الحيوانية للتكفير عن خطاياهم ؟ ومع أننا أجبنا على هذا السؤال في فصل سابق إلا أننا نقرر من جديد : أن الله وهو يتعامل مع شعبه في أيام بداوته كان يريد أن يظهر للناس خطورة الخطية , وعاقبتها المرة القاسية بوسائل محسوسة تقدر عقولهم البدائية على فهمها وإدراكها , فكان لابد أن يصور لهم الموت , وهو أجرة الخطية بعملية يمكنهم رؤيتها بعيونهم , وفهم فحواها بعقولهم , ففي الذبيحة الحيوانية يعلن للخاطئ الأثيم ما يستحقه من موت مجسما من ناحيته الزمنية في ذبح الحيوان ومن ناحيته الأبدية في حرقه بالنار , فكان الخاطئ في عقليته البدائية يدرك بهذه الكيفية الملموسة أن أجرة الخطية هي موت بالنسبة للحياة الجسدية الأرضية , وحرق في جهنم حيث الدود لا يموت والنار لا تطفأ بعد الدينونة النهائية , ولكن هذه الذبائح لم يكن لها سلطان البتة أن تنزع الخطايا إذ لم تكن سوى رمز للفادي الآتي وما دام البشر أنفسهم في حاجة إلى ذبائح للتكفير عنهم , فمعنى هذا ضمناً أن أحداً من البشر لا يستطيع أن يفدي البشرية الساقطة , ((لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله)) رو 22:3 و23 ((وأجرة الخطية هي موت)) فهل في مقدور من حكم عليه بالموت أن يفدي شخصاً آخر تحت هذا الحكم ؟ وكيف يستطيع المفلس أن يسدد ديون المفلسين !؟
إذن فأين نجد الشخص الذي يمكن أن نعتبره من البشر , وفي ذات الوقت يساوي البشر أجمعين ليستطيع أن يقدم ذبيحة كافية عن البشر منذ سقط آدم إلى اليوم الأخير ؟!
هنا يظهر لنا شخص المسيح في مجده وعظمته , فهو إنسان باعتباره قد تجسد من مريم العذراء , لأنه ((أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب)) في 5:2-8 وهو مساو للبشرية بأسرها باعتباره خالق البشرية كما يقول عنه يوحنا ((كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس)) يو 3:1و4 , ومن هنا نرى أن هذا المميز قد وجد في شخص المسيح باعتباره ((الإنسان)) ((وخالق الإنسان)) في وقت معاً
  رد مع اقتباس