شهادة الله :
ومع كل ما تقدم من شهادات عندنا أيضاً شهادة الله , فثلاث مرات نقرأ أن الحجاب بين السماء والأرض قد انشق , ثلاث مرات شذت السماء عن صمتها وتكلم الله ليشهد للمسيح الكريم , أول مرة عند معمودية المسيح في نهر الأردن , إذ عندما صعد من الماء ((وإذ السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السموات قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)) مت 16:3 و17
والمرة الثانية حين كان فوق جبل التجلي ومعه يعقوب وبطرس ويوحنا , وإذ بوجهه يلمع كالشمس وثيابه تصير بيضاء كالنور وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه وإذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا : ((هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا)) مت 3:17 و5 , وقد طبعت هذه الحادثة آثاراً عميقة في عقل بطرس , فكتب عنها في رسالته الثانية قائلا : ((لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفنا كم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل كنا معاينين عظمته لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس)) 2 بط 16:1 -18 أما المرة الثالثة التي تكلم فيها الله شاهداً لمجد يسوع وعظمته فكانت عندما زاره نفر من اليونانيين في الهيكل بأورشليم , فبينما كان يسوع يصلي قائلا ((أيها الرب مجد اسمك فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضا فالجمع الذي كان واقفاً وسمع قال قد حدث رعد وآخرون قالوا قد كلمه ملاك أجاب يسوع وقال ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم)) يو 28:12-30 وكل هذه الشهادات تؤكد لنا أن المسيح هو ((ابن الله)) !!
لكن ماذا تعني العبارة ((ابن الله ؟)) هل تعني أن الله اتخذ له ولداً سبحانه ؟ أم أن لها معنى خاص في كتابات الوحي المقدس ؟
لقد فهم اليهود من هذا التعبير أن المسيح يقصد مساواته بالله أو الآب !! يو 18:5.