عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب في الرموز

2 – ذبيحة هابيل :


إذ نقلب سفر التكوين يقابلنا في الإصحاح الرابع رجلين هما ((قايين)) و ((هابيل)) ونراهما وهما يحاولان الاقتراب إلى الله كل واحد بالطريقة التي أرادها , أما قايين فقد ((قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب)) وأما هابيل فقد قدم ((من أبكار غنمه ومن سمانها)) ! فكيف نظر الله إلى تقدمة كل منهما , يقول لنا كاتب سفر التكوين ((فنطر الرب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر)) !
فلماذا رفض الله تقدمة قايين وقبل تقدمة هابيل ؟ إن تقدمة قايين في جملتها ليست إلا نكراناً شاملا لكل ما قاله الله عن لعنته للأرض وأثمارها , وعن حقيقة الخطية والحاجة إلى مخلص يكفر عنها الأمر الذي أوضحه الله لآدم وحواء عندما صنع لهما أقمصة من جلد , والذي لا شك أنه أكده أكثر من مرة في تعاليمه ووصاياه لكليهما ولهذا كان طريق قايين طريقاً مضاداً لمشيئة الله , وهذا الطريق هو طريق الذي يتكلون على أعمالهم الصالحة , ومجهوداتهم , وثمار أتعابهم , مع أن الله قد أعلن أن أعمالنا الصالحة لا يمكن أن تخلصنا من عقاب خطايانا , وأن حسناتنا لا يذهبن سيئاتنا , فقال على لسان نبيه اشعياء ((قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا)) اش 6:64 , وقد قيل إن ((عدة المرأة هي أيام طمثها)) , فأنظر كيف يصور الله أعمال برنا بثوب امتلأ نجاسة وقذارة ؟! ثم قل : فماذا تكون أعمال شرنا ؟! لقد رفض الله تقدمة قايين لأنها كانت من ثمار الأرض الملعونة , فكانت تحمل اللعنة في ثناياها
أما ذبيحة هابيل فقد قبلها الله , لأنها كانت اعترافا وديعا متواضعا , وقبولا صحيحا واضحا لطريقة الله في الغفران والقبول 0 ويسجل كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن هابيل هذه الكلمات ((بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين فبه شهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه)) عب 4:11 , ويقينا أنه لا يمكن أن يكون هناك إيمان ما لم يكن هناك إعلان سابق يستند عليه هذا الإيمان لأن ((الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله)) , وعلى هذا فان هابيل لم يقدم ذبيحته الدموية لمجرد استحسانه الشخصي أو تفكيره العقلي , بل لابد أن الله قد أعلن منذ البدء الحقيقة الكبرى أنه ((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة)) , وأن هابيل قد عرف هذه الحقيقة من آدم أبيه وقبلها في ثقة ويقين , فكانت ذبيحته رمزاً للمسيح الذبيح الأعظم.
  رد مع اقتباس