دروس من الحياة
جلس الاباء والامهات مع اولادهم فى فناء المدرسة الابتدائية فى الحفل السنوى لتوزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين ، والقى الناظر كلمة بهذه المناسبة ، ثم اخذ ينادى على المتفوقين وحين يسمع الطالب اسمه يتجه الى المنصة لمصافحة الناظر و استلام شهادة الامتياز .
فلما انتهى الناظر من تلاوة اسماء التلاميذ الاوائل نادى على التلميذ اسحق نيوتن ، فلم يقف احد فى بادئ الامر ، اذا لم يصدق التلميذ نيوتن اذنيه ، فما كان يتصور انه من الممكن ان يتسلم شهادة امتياز وهو التلميذ الوحيد الذى رسب فى جميع المواد .
لكن الناظر عاد فكرر اسم اسحق نيوتن وطلب منه التقدم الى المنصة ، ومشى التلميذ الصغير اسحق نيوتن متعثرا الى المنصة ، واذ بناظر المدرسة يصافحه بحرارة ويسلمه شهادة امتياز .. ثم قال الناظر :
" ان هذا التلميذ رسب فى جميع المواد ، ومع ذلك فهو تلميذ ممتاز .. !
انه من اعظم تلاميذ المدرسة خُلقاً ، ومن اكثرهم تهذبياً ..
إننى فخور بان يكون هذا التلميذ فى مدرستى ، فكل يوم يضرب مثلاً لزملائه
فى الاخلاق الحسنة .. وأنا مؤمن بانه رغم رسوبه هذا العام فى جميع ،
فانه سوف ينجح بتفوق فى العام القادم ، اذ ان تلميذ بهذا القدر من الخلق قادر على ان يتغلب على الفشل ويحوله الى نجاح ".
فوقف الجميع يصفقون لاسحق نيوتن ،
وايضا للناظر اعجاباً باهتمامه بالتلاميذ الفاشلين
وتشجيعهم على النجاح ، وبالفعل لقد اسهم الناظر
فى تحويل الطالب الراسب فى جميع المواد
الى واحد من اعظم العلماء
ف الرياضة والفيزياء ،
وصاحب القوانين الشهيرة فى الميكانيكا .
" لا تشمتى بى يا عدوتى .. ان سقطت اقوم " ( ميخا 7 : 8 ) .