ويقول الرسول بولس عن الروح القدس إنه هو الذي يفحص كل شيء حتى أمور الله العميقة (1كو 2: 10) وما أعظمها وما أعمقها تلك التي أعلنها لنا "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان" ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه". فإن كانت الأشياء العميقة لم تعلن إلا بعد مجيء الروح القدس أي بعد تمجيد المسيح في السماء فكيف نتوقع أن نجد أشياء مثل هذه في العهد القديم عهد الظلال.
بل أن الكنيسة نفسها لا يوجد إعلان عنها في العهد القديم – هذا "السر العظيم" (أفسس 5: 32) بل أعطى بإعلان لبولس الرسول (أفسس 3: 3- 5).
وكما سبق ورأينا أن كلمة رقاد وهي كلمة لطيفة ومعزية للمؤمن هذه الكلمة لا تقال إلا بالنسبة لأجساد المؤمنين في حالة الوفاة أي الموت. أما النفس فإنها لا تموت ولا ترقد (مت 10: 28) والمؤمن عند رقاد جسده يكون بروحه ونفسه مع المسيح. مستوطناً عند الرب ومتغرباً عن الجسد (2كو 5: 8) أما غير المؤمنين فأجسادهم في القبر لكن أرواحهم ونفوسهم تكون في هاوية العذاب أي سجن أرواح الأشرار (لوقا 16: 23؛ 1بط 3: 19). فلا يوجد رقاد للنفس أو عدم وعي بعد الموت بل: إما عذاب للأشرار أو سعادة للأبرار. أما سبب هذه الضلالة فهو عدم الإيمان كلمة الرب يسوع الذي قال أن الشخص الذي يؤمن به ينتقل من الموت إلى الحياة ولا يأتي إلى دينونة (محاكمة). لأن الذين يسمعون صوت ابن الله يحيون" (يوحنا 5: 24، 25). فالشخص الذي يؤمن يفصل عن الكتلة غير المؤمنة، ويضم إلى الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين. كما هو مكتوب "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أعمال 2: 47) وسبق الكلام عن ذلك أن مصير الإنسان يتقرر في هذه الحياة؛ وأقوال الروح القدس في سفر الأعمال والرسائل كلها تؤكد ذلك. أي لا يوجد رقاد للنفوس ولا ملاشاة.